مواجهة بين “الحلفاء” والأصدقاء” بـ “الكيماوي السوري”
عنب بلدي – خاص
عاد ملف الكيماوي السوري إلى الواجهة مجددًا، الأسبوع الماضي، بعد تحذيرات أمريكية من هجوم كيماوي من قبل النظام السوري على مناطق المعارضة، قابلها تصريحات روسية حادة، وتحذيرٌ من استخدام الكيماوي “مطية” للتدخل في سوريا.
التحذيرات الأمريكية كانت مقتضبة وأعادت إلى التصريحات السياسية الأمريكية مفهوم “الخط الأحمر” الذي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لكن دون محاسبة للأسد رغم انتهاكه لهذا “الخط” مرات عديدة.
بيان مقتضب ثمّ تحذير من “أًصدقاء سوريا”
البداية كانت مع إصدار البيت الأبيض بيانًا مقتضبًا أكد فيه أن “الولايات المتحدة رصدت تحركات لتنفيذ هجوم كيماوي من قبل النظام السوري، ربما يؤدي لقتل العشرات من المدنيين بمن فيهم الأطفال الأبرياء، مهددًا “كما أكدنا سابقًا، أمريكا في سوريا لمواجهة تنظيم (الدولة الإسلامية)، وفي حال نفذ الأسد هجومًا كيماويًا فسيدفع هو وجيشه الثمن غاليًا”.
وعقب التحذيرات قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إن الأسد أخذ تحذيرات واشنطن بخصوص عدم استخدام السلاح الكيماوي على محمل الجد.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، الأربعاء 28 حزيران، عن ماتيس قوله إن “تحذير الرئيس الأمريكي للنظام السوري حقق مبتغاه على ما يبدو”.
وعقب البيان وجهت كلّ من بريطانيا وفرنسا، تهديدات حازمة للنظام السوري على خلفية تحذيرات واشنطن.
واتفق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في اتصال مع ترامب على العمل على رد مشترك في حالة وقوع هجوم كيماوي في سوريا.
كما قال نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفير بيتر ويلسون، إنه “في حال وجدنا دليلًا يتعلّق باستخدام الأسلحة الكيماوية، فإننا سنتحرّك عندما نسمع تلك المعلومات”.
وكانت إدارة ترامب وجهت ضربة عسكرية للنظام السوري، في 7 نيسان الماضي، استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص، بـ 59 صاروخًا من طراز “توماهوك”، ردًا على قصف خان شيخون بالكيماوي الذي أودى بحياة 87 مدنيًا وأكثر من 400 إصابة.
الحلفاء: لا تلعبوا بالنار
البيان تبعه تحذيرات أطلقها حلفاء النظام السوري، روسيا وإيران، من هجوم أمريكي محتمل على مواقع للنظام السوري تحت ذريعة الكيماوي.
واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية عمل استفزازي موجه ضد سوريا وكذلك روسيا، وتمهيد للتدخل في سوريا.
وقالت إن “الوضع يشبه عملًا استفزازيًا من الناحيتين العسكرية والإعلامية، يستهدف ليس فقط السلطات السورية، بل وكذلك روسيا”، معتبرة أن “الاتهامات والتهديدات تبدو ساخرة تمامًا على خلفية الخطوات المخالفة للقانون لما يسمى بالتحالف المناهض لداعش بقيادة الولايات المتحدة حيال سوريا المستقلة”.
كما حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، من أن الولايات المتحدة تلعب بالنار في سوريا، قائلًا “لا شك أن التصرفات الحمقاء والمغامرات الأمريكية في سوريا ليست إلا لعبًا بالنار، والميدان السوري ومجرياته كفيل بإنهاء أي استمرار للعدوان الأمريكي الأحادي”.
واعتبر أن “التهديدات الأمريكية تغطية على الهزيمة المستمرة لمحور الإرهاب في مواجهة التقدم الكبير والمصيري للجيش السوري”.
“حظر الكيماوي”: السارين استُخدم في خان شيخون
التحذيرات الأمريكية تزامنت مع تأكيد خبراء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية استخدام غاز السارين بالفعل في بلدة خان شيخون بريف محافظة إدلب السورية.
وفي تقرير سري حصلت وكالة “فرانس برس” على نسخة منه، الجمعة 30 حزيران، قالت المنظمة إن خلاصة هذا التحقيق ستشكل أساسًا للجنة تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ستكون مهمتها تحديد ما إذا كانت قوات النظام السوري هي المسؤولة عن القصف الكيماوي على المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة أم لا.
لكن وزارة الخارجية الروسية اعتبرت في بيان لها، أنه “للأسف، بعد القراءة الأولى للوثيقة المذكورة، نضطر للإشارة إلى أن استنتاجاتها ماتزال قائمة على بيانات مشكوك فيها إلى حد كبير”.
وأضافت الوزارة أن “البيانات تم الحصول عليها من المعارضة، والمنظمات سيئة الصيت مثل الخوذ البيضاء، وليس في مكان الحادث، بل في دولة مجاورة”، مشيرة إلى أن “خبراء المنظمة لم يزوروا خان شيخون، لذلك من المستغرب أن مضمون التقرير يحمل في كثير من بنوده طابعًا متحيزًا، مما يدفعنا إلى الافتراض بوجود دوافع سياسية في عمل المنظمة”.
ولا تؤخذ تحذيرات “أصدقاء سوريا” على محمل الجد في أوساط المعارضة السورية، التي تعتبر أنهم لا يستهدفون تغيير موازن القوى، خاصة بعد ترحيب التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن بتقدم قوات الأسد إلى دير الزور.
في حين يرى محللون أن الملف السوري خرج من يد الأطراف المحليين، وفتح لتصفية حسابات الدول الإقليمية والكبرى على الأرض السورية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :