ماذا وراء التصعيد؟
معبر “نصيب” هدف طائرات الأسد الجديد في درعا
عنب بلدي – خاص
صعّد الطيران الحربي التابع لقوات الأسد غاراته الجوية على مدار الأيام القليلة الماضية، على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وسط تساؤلات عن سبب هذا التصعيد، سواء من حيث التسريبات الأخيرة عن بدء عمل عسكري للسيطرة عليه، أو التزامن مع المعارك ضد فصائل المعارضة في مدينة درعا وريفها.
وطالت الغارات الجوية الأراضي الأردنية، إذ ذكرت وسائل إعلام أردنية أن صواريخ ألقتها طائرات حربية سورية سقطت في ساحة جمرك حدود جابر على الجانب الأردني، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في أحد المباني.
وأضافت صحيفة “الغد” الأردنية أن الطائرات كانت تقصف معبر نصيب، قبل أن تسقط قذيفتان داخل الحدود الأردنية في ساحة الجمرك.
وترتبط الأراضي السورية مع الأردنية عبر معبرين، الأول نصيب المسمى بمعبر جابر على الطرف الأردني، إلى جانب معبر درعا القديم، الذي يقابله الرمثا في الأردن.
نقطة رئيسية لفصائل المعارضة
وقالت مصادر عسكرية إن تصعيد الأسد على المعبر يعود إلى كونه “مقرًا أساسيًا لفصائل الجبهة الجنوبية العاملة في المنطقة، التي تدير العمليات العسكرية في المدينة وريفها”.
وأوضحت المصادر لعنب بلدي أن القصف يطال بشكل رئيسي الأبنية السكنية التي يتجمع فيها النازحون في المنطقة، إذ تحتوي المنطقة المئات من العائلات النازحة بفعل العمليات العسكرية التي تخوضها قوات الأسد.
ونشرت تسريبات في الأشهر القليلة الماضية عن نية النظام بدء عملية عسكرية بالتنسيق مع روسيا ودول إقليمية للسيطرة على المعبر الاستراتيجي، إلا أن هذه العملية تصطدم بمواجهة كبيرة من قبل فصائل “الجيش الحر”.
وشغل المعبر حديث الإعلام المحلي، وسط أنباء عن صفقة تسوية بين النظام والمعارضة، لتسليم النظام إدارة المعبر بالتوافق مع الأردن، إلا أن خطوط اتفاقٍ مماثل لم تتبين حتى الآن، ولم يصرّح أي طرفٍ رسميًا حوله.
وتشهد المحافظة تصعيدًا مستمرًا، منذ أواخر أيار الماضي، بالتزامن مع محاولات تقدم لقوات الأسد والميليشيات الرديفة التقدم داخل مدينة درعا، وسط مقاومة من المعارضة.
وأرسل النظام مطلع حزيران تعزيزات عسكرية إلى الريف الشمالي للمدينة، ولا سيما إزرع وخربة غزالة، في مسعى للسيطرة على درعا البلد وصولًا إلى معبر نصيب الحدودي.
هل تمانع الأردن تسليم المعبر للنظام؟
وسيطرت فصائل المعارضة السورية على معبر نصيب الحدودي الوحيد مع الأردن، في نيسان 2015، بعد انسحاب مقاتلي الأسد منه، ما دفع الجانب الأردني إلى إغلاقه، على خلفية السرقات التي تمت فيه.
وبحسب مصادر عنب بلدي فإن سيطرة فصائل المعارضة على المعبر حينها كانت بتنسيق أردني مع النظام السوري للانسحاب تجاه معبر السويداء، وذلك بعد تسريبات عن هجوم من قبل “جبهة النصرة” سابقًا للسيطرة عليه.
وعلى الرغم من تشكيل المعارضة السورية للجنة مدنية لمتابعة واستلام أمور المعبر، والتكفل بتنظيمه وإدارته كما هو الحال في معبر باب الهوى على الحدود التركية، إلا أن ذلك قوبل برفض أردني حتى الآن.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، الفريق الركن، محمود فريحات، كشف في 30 كانون الأوّل، عن وجود علاقات تربط المملكة الأردنية، والنظام السوري، على المستوى العسكري، من خلال “ضباط ارتباط”، الأمر الذي أرجعه إلى أهمية محاربة ما يوصف بـ “التنظيمات الإرهابية”.
وخلال مقابلة، هي الأولى من نوعها، أجراها فريحات مع قناة “بي بي سي عربي”، اعتبر الفريق الركن أنّ إعادة فتح المعابر الحدودية بين الأردن وسوريا، لا يمكن أن يتم إلّا بعد سيطرة “الجيش النظامي” على مدينة درعا، لتأمين طريق دمشق من “الجيوب الإرهابية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :