عنب بلدي – ريف حماة
بدأ نازحو مدينتي اللطامنة وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي، بالعودة إلى منازلهم رغم القصف، الذي هدأ مع دخول اتفاق “تخفيف التوتر” حيز التنفيذ، 6 أيار الماضي، وعاد بكثافة منذ أيام.
ووفق ما نقل أهالي المنطقة لعنب بلدي من مشاهدات، فإن المدينتين شهدتا خلال الأيام الماضية عودة نسبية للسكان إلى مغاراتهم، التي اشتهرت بها المدينة الجبلية الوعرة شمال حماة، رغم القصف المستمر حتى السبت 1 تموز.
العائلات في كفرزيتا تضاعفت أربع مرات
مدير المرصد الموحّد شمال حماة، عمار أبو حسن، قال لعنب بلدي إن قسمًا “لا بأس به” من المدنيين، عادوا إلى مدنهم وقراهم، “وبعضهم بدأ بتسييرأعماله المعتادة، كالزراعة والتجارة والصناعة”، مؤكدًا أن “الحياة أصبحت شبه طبيعية، خاصة خلال شهر رمضان، الذي شهد عودة القسم الأكبر إلى كفرزيتا”.
لم يكن عدد العائلات في المدينة يتجاوز 300 عائلة، وفق “أبو حسن”، الذي قدّر عددها اليوم بحوالي 1200 عائلة، رغم عودة القصف بقذائف المدفعية، التي بدأت خلال فترة العيد، واستهدفت المدينة والأراضي الزراعية للطامنة وما حولها.
ووفق مدير المرصد فإن “قوات النظام لا تريد للمنطقة أن تهدأ”، مبررًا القصف بأنه “حجة واهية من العناصر كي لا يقتادوهم إلى مناطق عسكرية مشتعلة كالرقة ودير الزور”، على حد وصفه.
وشهدت المدينتان تصعيدًا في القصف على مدار الأشهر الماضية، كان أعنفه في آذار الفائت، إذ سقطت عشرات البراميل والقذائف، كما استهدفت مدينة اللطامنة بالغازات السامة وقنابل النابالم، وفق ما نقلت مصادر طبية لعنب بلدي حينها.
عودةٌ وسط الدمار
استهداف المدينتين بالقذائف استمر طيلة الأسابيع الماضية، ولم يتوقف سوى قصف الطائرات، وفق الناشط الإعلامي علاء الدين الحموي، وقال إن ذلك دفع بعض الأهالي للعودة من مخيمات النزوح في إدلب.
ووفق ما نقل الحموي عن العشرات من النازحين، فإن عودتهم إلى مدنهم “جاءت بسبب غلاء إيجارات المنازل والخيم في إدلب، وللعمل ضمن ورشات لجني المحاصيل الزراعية، التي تتوفر حاليًا في ريف حماة”.
يعيش الأهالي في اللطامنة وكفرزيتا اليوم دون توفر مقومات الحياة الأساسية من كهرباء وماء، ووسط غياب المحال التجارية والأسواق، بعد أن خرجت معظم المنشآت الخدمية والتعليمية والطبية عن الخدمة، خلال الحملات المستمرة على المدينتين.
ودعا الناشط إلى مد يد العون إلى الأهالي العائدين، مطالبًا “بتسليط الضوء على ما يجري في ريف حماة الشمالي المنكوب”، في ظل دمار أكثر من 70% من البنى التحتية، في معظم مدن وبلدات ريف حماة، وفق تقديرات ناشطين.
وتعتبر اللطامنة وكفرزيتا من أبرز مدن الريف الحموي، الخاضعة لسيطرة “الجيش الحر”، إلى جانب مورك وقرى وبلدات الريف الغربي المحافظة، وحاولت قوات الأسد اقتحامهما مرارًا واستهدافهما بشتى أنواع الأسلحة، ما أدى إلى مجازر بحق المدنيين، دون السيطرة عليهما.