عنب بلدي – خاص
تسارعت المعطيات العسكرية لصالح قوات الأسد في الأيام القليلة الماضية بريف حلب الجنوبي، لينتهي نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة بعد مواجهات عسكرية استمرت لأربعة أعوام، كخطوة أرادتها الأولى لفرض هيمنة عسكرية على ريف المحافظة بشكل كامل، وتوسيع مناطق النفوذ للإمساك بمفاصل المنطقة، إلى جانب فرض ثقل عسكري على بقية الأطراف العسكرية، اللاعبة على الأرض.
وجاء انسحاب التنظيم بعد السيطرة الكاملة لقوات الأسد، الجمعة 30 حزيران، على كامل الطريق الممتد من بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي إلى مدينة الرصافة الأثرية غرب الرقة، في إطار مواجهات مستمرة بدأتها مطلع الشهر المذكور.
واتجهت العمليات العسكرية للأسد منذ مطلع العام إلى التوغل في ريف حلب الشرقي، وصولًا إلى الحدود الإدارية في محافظة الرقة، بعد السيطرة على مناطق استراتيجية كان آخرها منطقة الرصافة الأثرية.
وأصدرت قيادة قوات الأسد بيانًا أعلنت فيها إحكامها السيطرة على “كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي”.
وأضاف البيان أن العملية أسفرت عن “تحرير 13 قرية ومزرعة وعدد من المرتفعات والنقاط الحاكمة، وعزل البلدات والقرى شمال محور أثريا- الرصافة استعدادًا لدخولها في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد فرار الإرهابيين منها”.
وبحسب معلومات ميدانية، حصلت عليها عنب بلدي، فإن مقاتلي تنظيم “الدولة” انسحبوا من جميع مواقعهم في ريف حلب الجنوبي الشرقي إلى مدينة الرقة، لتدعيم الجبهات العسكرية في مدينة الرقة، والتي تحاول “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) اختراقها للوصول إلى عمق المدينة.
وبالتزامن مع الانسحاب، ذكرت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم استعادة أجزاء واسعة من حي الصناعة الذي سيطرت عليه “قسد” مؤخرًا، وكسر الطوق الذي فرضته من الجهة الجنوبية لمدينة الرقة.
وأشارت المعلومات إلى أن سيطرة قوات الأسد على ريف حلب بشكل كامل يفتح لها وجهات عسكرية واسعة، سواء تجاه ريف حماة الشرقي، أو نحو البادية كأحد المحاور المهمة للوصول إلى مدينة دير الزور.
وتأتي بالتزامن مع المحور العسكري الجديد الذي أعلنته في الأيام الماضية للسيطرة على مدينة عقيربات، ذات النفوذ الواسع لتنظيم “الدولة”.
وبحسب خريطة السيطرة، تعتمد قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في معاركها ضد التنظيم على خطط عسكرية محددة، من خلال قطع كافة طرق الإمداد للمنطقة التي يسيطر عليها الأخير، وصولًا لاتفاق الانسحاب إلى المناطق الأخرى التي يسيطر عليها.
وتعتمد العمليات العسكرية للأسد في المنطقة على ميليشيات أجنبية ومحلية، أبرزها “قوات النمر” التابعة مباشرة للعميد سهيل الحسن، وهو أحد أبرز الضباط في قوات الأسد، والتي تضمّ متطوعين من محافظتي اللاذقية وطرطوس في الساحل السوري بشكل رئيسي، إلى جانب متطوعين من ريفي حمص وحماة.