ناشطون غاضبون و”حزب الله” يهلّل.. القصة الكاملة لاقتحام عرسال

  • 2017/07/01
  • 1:52 م

لاقت حملة المداهمات التي شنها الجيش اللبناني على مخيمي النور والقارية للاجئين السوريين في منطقة عرسال غضبًا من السوريين.

وعبر ناشطون سوريون ولبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استنكارهم لعمليات الجيش، التي أسفرت عن قتل وجرح العشرات واعتقال مئات الشباب.

“المجلس الإسلامي السوري” أصدر بيانًا استنكر فيه “تجاوزات الجيش اللبناني وحزب الله الإرهابي على مخيمات النازحين السوريين، وآخرها الهجوم الذي أسفر عن قتلى وجرحى ومعتقلين وتدمير وتخريب لممتلكات اللاجئين وترويع للنساء والأطفال والعجائز، تحت ذرائع واهية وحجج داحضة”.

وأعرب المجلس عن أمله “من إخواننا ومن جيراننا في لبنان، ونحن نعلم أن فيهم من الشرفاء والأوفياء، ومن الأصوات الحرة فضح هذه التصرفات ووقف هذه التجاوزات”.

وكان مخيما النور والقارية للاجئين السوريين في لبنان، تعرضا لحملة مداهمات واسعة من الجيش اللبناني، أمس، قابلها تفجيرات وصفها الجيش اللبناني بـ “الانتحارية”.

وذكرت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنه “أثناء تفتيش قوة من الجيش مخيم النور العائد للنازحين السوريين، فجر خمسة انتحاريين أنفسهم تباعًا ما أدى إلى إصابة جنود بجروح”.

وذكرت قيادة الجيش أن “الانتحاري فجر نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة، ما أدى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة”.

“حزب الله” يشيد

حزب الله اللبناني أصدر بيانًا وصف فيه العملية بـ “الناجحة”، وقال إنها أسفرت عن إلقاء القبض على عدد كبير من الإرهابيين المتسترين باللاجئين السوريين.

وقال الحزب إن “العملية الجديدة تأتي استكمالًا للجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية اللبنانية للتعامل مع التهديد الإرهابي والقضاء على المجموعات الإرهابية المتغلغلة في العديد من الأماكن، ما يتكامل مع عمليات المقاومين على الحدود الشرقية لمنع الإرهابيين المسلحين من التغلغل في الأراضي اللبنانية وطردهم منها”.

القصة كاملة

مصادر في عرسال أكدت لعنب بلدي أن الجيش اللبناني بدأ باقتحام المخيمين، في الخامسة من فجر الجمعة 30 حزيران، وكان لديه أسماء لمطلوبين يصل عددهم إلى 20 شخصًا.

وقالت المصادر إن عناصر الجيش نادوا بأسماء المطلوبين وطلبوا منهم الخروج من أجل عدم اقتحام المخيم لكن لم يتسجب أحد.

وأضافت المصادر أن الجيش بدأ بالاقتحام فقام أكثر من شخص بتفجير أنفسهم (خمسة انتحاريين بحسب الجيش اللبناني).

وعقب ذلك طلب الجيش اللبناني إخلاء المخيم من الأطفال والنساء وسط تفتيش كامل للنساء، وبدأ باقتحام المخيم وسط عمليات تخريب للمخيمين، وصفتها المصادر بـ “الانتقامية” من الأهالي.

وأسفرت العملية، بحسب المصادر، عن مقتل حوالي 20 شخصًا واعتقال أغلب الشباب الذين يقارب عددهم 400 شخص.

وانتشرت صورٌ في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مجموعات من اللاجئين المعتقلين بشكل “مهين”، أو آثار حرق على بعض الجثث والأشلاء، لكن عنب بلدي تعتذر عن عدم نشرها.

مطالب بحماية اللاجئين

المحامي اللبناني ورئيس مؤسسة “لايف” للدفاع عن الديمقراطية، نبيل الحلبي، قال عبر صفحته في “فيس بوك”، إن هدف العملية في عرسال “إرغام اللاجئين السوريين على القبول بالعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري وحزب الله، والقتال في صفوفهم، بعدما توقفت المفاوضات بين ممثلين عنهم وعن حزب الله”.

وأضاف أن “تلك المفاوضات تشجعها بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية، وواكب تنفيذ نتائجها الأولى الجيش اللبناني، بعد إعادة قسم قليل منهم (اللاجئين) إلى بلدة عسّال الورد (في سوريا)”.

واستغرب الحلبي من طريقة وصول “الانتحاريين” إلى بلدة عرسال، في وقت تحيط حواجز الجيش اللبناني بالمنطقة، وكان من الممكن أن يفجروا أنفسهم بحواجز الجيش.

وطالب المحامي بشكل عاجل بـ “محميّات دولية للاجئين السوريين في لبنان، أو بنقلهم إلى دول تحترم حقوق الإنسان”.

وكانت عنب بلدي نشرت تحقيقًا مطولًا خلص أن التجاوزات بحق اللاجئين في لبنان والظروف المحيطة بهم، تدعوهم “إجباريًا” لمغادرة البلد أو العودة إلى سوريا.

وتمتد حدود بلدة عرسال اللبنانية مع منطقة القلمون في سوريا، وتضم نحو 117 مخيمًا للاجئين السوريين، وتحتضن ما يقارب 100 ألف لاجئ بحسب أرقام الأمم المتحدة، معظمهم من محافظة حمص ومنطقة القلمون في ريف دمشق.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا