أسامة شماشان – الحراك السّلمي السّوري
- الإقرار بالحق
{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ} (سورة النّور، 48). في هذه الآية أحد أنماط التفكير التي يمارسها بعض الناس في سبيل مصالحهم، ولو كان النبي هو الذي يحكم بينهم. «إذا» تدل على حصول ما بعدها فجأة، فريق منهم معرضون عن المحاكمة إلى الرسول إذا كان الحق ليس معهم، فإذا كان الحق معهم سارعوا إلى التحاكم إلى الرسول. نزلت هذه الآية والآيتان بعدها في شأن منافق متخاصم مع يهودي، فحاول المنافق الاحتكام إلى كعب بن الأشرف ولكن اليهودي طلب التحاكم إلى الرسول، لعلمه بأن الرسول لا يحكم إلا بالحق. وسؤالي: هل نحتكم إلى الله ورسوله في خلافاتنا أم لا؟! حيث يوجد آلاف القضايا في المحاكم عالقة بسبب الالتفاف على الحقوق بين الناس والكثير من القضايا ليست بحاجة إلى محامين وقضاة، بل بحاجة إلى اعتراف الأخ لأخيه بحقه! والآيات التي بعدها تقول: {وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ * بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (سورة النور، 49-50).
- عقلية الطاغية
{قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ} (سورة الشعراء، 25) هذه المقولة لفرعون متهكمًا ومستهزئًا لمن حوله من الحاشية والأشراف، ألا تستمعون ما قاله موسى؟ {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} (سورة الشعراء، 25-27). في الحقيقة فإن أسوأ حالة يمكن أن يتخيلها الطاغية هي أن يعيش ويكون مثل باقي الناس، مواطنًا عاديًا. يتمنى الطاغية الموت قبل أن يصل لهذه الحالة. لذلك وصف فرعون لموسى بأنه «لمجنون» كناية عن أن من يجرؤ على اعتبار الطاغية بشرًا لابد أنه مجنون، ويستحق السجن، ويجب عزله عن الناس حتى لا يفسدهم. {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} (سورة الشعراء، 29).