مر عام على غياب أحمد شحادة، عام على الجرح الغائر في صدر عنب بلدي وداريا وسوريا بأكملها. رحل أحمد مخلّفًا وراءه فراغًا كان من الصعب جدًا أن يملأه أحد. أحمد، خريج كلية الاقتصاد، الهادئ المتزن، ذو الأفق الواسع كسعة صدره، لم يترك المجال مفتوحًا أمام الكره في حياته، أحبّ الجميع فأحبه الجميع، وترك ابتسامته الوادعة تمهد الطريق أمامه ليكمل مشوار حياته الذي أنهته قذيفة غادرة بيد من كرهوا الحياة وأرادوا إخماد صوت نادى بغد أفضل للسوريين.
عام مرّ على الغياب وأحمد لازال موجودًا بيننا في كل حالاته، المخلص لوطنه، المتفاني في عمله، والمتزن الواعي المدرك لما يحدث حوله، الثائر المخلص والشهيد. إخلاصه كمسؤول عن الإغاثة وتفانيه في إيصال المعونات لأهلها بيده، كان السبب وراء بقائه في داريا رغم خروج معظم شبابها منها، وإخلاصه كذلك أكسبه شرف الشهادة، فما نيلها بالتمني. لم يعرف اليأس يومًا، فالسجن كان بالنسبة له «فندقًا» بعد تجربي اعتقال، وكذلك كانت الثورة له وطنًا حمله في قلبه ومضى شهيدًا جميًلا بجمال الوطن.