شهد محيط مدينة البعث في القنيطرة جنوب سوريا اشتباكات وغارات جوية من قبل أطراف متعددة، عقب غرفة عمليات “جيش محمد” في المعارضة هجومًا على المدينة “الاستراتيجية”، السبت الماضي، وسيطرتها على عدة نقاط داخلها.
الاشتباكات رافقها سقوط قذائف على شمال هضبة الجولان، المحتلة من قبل اسرائيل، دون معرفة مصدرها، لترد إسرائيل على القذائف بغارات جوية.
الغارات الإسرائيلية أدت إلى تخبط إعلامي بين الأطراف الأربعة (حزب الله والنظام السوري وروسيا وإسرائيل) حول من المستهدف فيها.
ثلاث روايات خلال يومين وسط إعلان إسرائيلي عن استهداف النظام السوري، وتأكيد النظام وتهديده، وتكذيب روسيا للروايتين.
الروايات الثلاثة
الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أكد عبر حسابه في “تويتر”، السبت الماضي، أن طائرات سلاح الجو أغارت على عدة أهداف تابعة للنظام السوري في شمال هضبة الجولان، و”من بين الأهداف المستهدفة دبابتان، وموقع انطلقت منه النيران باتجاه الأراضي الإسرائيلية”.
وعقب الغارات قال مصدر عسكري، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن “طيران العدو اعتدى بإطلاق عدة صواريخ من داخل الأراضي المحتلة، استهدفت مرآب المحافظة وأحد الأبنية السكنية ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء ووقوع خسائر مادية”.
لكن وزارة الدفاع الروسية كذبت الروايتين، واعتبرت أن الغارات الإسرائيلية على القنيطرة استهدفت مدرعات ومصفحات تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” وليس النظام السوري.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر في وزارة الدفاع، أمس، أن “الغارات الإسرائيلية لم تستهدف آليات تابعة للجيش الحكومي السوري، وإنما كانت موجهة في الواقع لمصفحات مقاتلي جبهة النصرة”.
الغارات تجددت أمس، إذ قال أدرعي إن “جيش الدفاع أغار على مدفعين وشاحنة أسلحة تابعة للنظام السوري في شمال هضبة الجولان، ردًا على انزلاق النيران إلى داخل اسرائيل”.
وأضاف أدرعي أن “جيش الدفاع يعتبر النظام السوري مسؤولًا عما يجري داخل أراضيه”، وقدم رسالة احتجاج أخرى إلى قوات حفظ السلام الدولية”.
في حين حذر النظام السوري في بيان له من مخاطر الغارات وما وصفها بالأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل، وحملها مسؤولية التداعيات “الخطيرة” لتكرار مثل هذه الممارسات تحت أي ذريعة كانت.
غارات جديدة.. ونفي إسرائيلي
في اليوم الثالث، تغيرت الرواية وسط تأكيد وسائل إعلام موالية للنظام السوري عن قصف اسرائيلي ووقوع قتلى اليوم، الاثنين 26 حزيران، مع نفي إسرائيلي وغياب روسيا.
قناة “الميادين” المقربة من “حزب الله” اللبناني والموالية للنظام السوري، نقلت عن مصدر أن عددًا من القتلى والجرحى سقطوا إثر اعتداء اسرائيلي على فوج الجولان التابع للدفاع الوطني في القنيطرة.
وقال المصدر للميادين إن “الجيش الإسرائيلي استهدف الساعة السادسة من صباح الاثنين بصاروخ مفرزة الجسر وهي نقطة حررها فوج الجولان من سيطرة المسلحين أمس”.
لكن أدرعي نفى عبر حسابه في “تويتر” شن غارات جوية وقال إن “التقارير عن غارة إسرائيلية في سوريا هي تقارير كاذبة”، وسط صمت من قبل روسيا ووسائل إعلامها.
إسرائيل وحزب الله
وبين التأكيد والنفي والتكذيب من قبل الأطراف تستمر المواجهات العسكرية بين الفصائل المعارضة وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” من جهة، وقوات الأسد من جهة أخرى في مدينة البعث، وسط غياب تفاصيل دقيقة عن مجريات المعركة.
ويرى محللون أن الغارات الإسرائيلية تستهدف بالمرتبة بالأولى “حزب الله” اللبناني، الذي يساند قوات الأسد في جنوب سوريا، وسط تخوف إسرائيلي من وصوله والميليشيات الإيرانية المرادفة إلى الحدود الإسرائيلية.
وتحدث تقارير إعلامية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع سيطرة حزب الله في “سرية الجبيل وبلدة حمريت” في الجولان.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية نقلت عن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، قوله إن “حزب الله بات على مرمى حجر من الحدود”.