سيطرت قوات الأسد مدعومة بعناصر من «الدفاع الوطني» على بلدة الزارة القريبة من قلعة الحصن في ريف حمص الغربي يوم السبت، في حين تواردت الأنباء عن مجزرة بحق أهالي البلدة يوم السبت 8 آذار.
وبعد اشتباكات لأكثر من شهرين نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بيانًا لـ «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» تؤكد سيطرة قوات الأسد على البلدة الواقعة على الطريق بين دمشق والساحل.
وجاء في البيان «بعد عملية نوعية دقيقة بسطت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني والأهالي الشرفاء، سيطرتها الكاملة على بلدة الزارة ومحيطها في الريف الغربي لمدينة حمص».
وأضاف أن هذا التقدم يكتسب أهميته «من الموقع الجغرافي الذي تتمتع به بلدة الزارة، كونها تشرف على الطريق الدولي الذي يربط بين المنطقتين الوسطى والساحلية، فضلًا عن اتخاذها ممرًا رئيسًا للعصابات الإرهابية القادمة من الأراضي اللبنانية».
وعرضت الفضائية السورية لقطات قالت إنها من الزارة، تظهر أنفاقًا وضعت فيها بعض الفرش للنوم والأغطية، كما أظهرت اللقطات جنودًا يقومون بإزالة عبوات ناسفة، في حين بدت بعض الجثث لرجال بملابس عسكرية، كما تفعل القناة في كل عملية تقوم بها قوات الأسد.
بدورها اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية قوات الأسد بارتكاب مجزرة جديدة راح ضحيتها أكثر من 20 شخصًا في «أعقاب اقتحام بلدة الزارة بعد اشتباكات عنيفة دامت أكثر من شهرين»، كما سجّل اتحاد تنسيقيات الثورة حالات سرقة للبيوت وحرقها.
وقد اعترفت قوات الأسد في بيان «القيادة العامة» بأنها قتلت عشرات في البلدة على اعتبارهم «إرهابيين» في حين أكدت مصادر المعارضة أن الضحايا مدنيّون بينهم أطفال.
من جهته أدان الائتلاف الوطني السوري «المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب الله في بلدة الزارة» ذات الأغلبية التركمانية، محملًا المجتمع الدولي «مسؤولية تقاعسه وعجزه عن حماية المدنيين رغم الإنذارات العديدة التي أطلقها الائتلاف بهذا الخصوص».
وبعد إتمام السيطرة على بلدة الزارة باشرت قوات الأسد بدك قلعة الحصن والقرى المحيطة بها، بعد أن انسحب الثوار إليها، تزامنًا مع اشتباكات عنيفة على مشارفها، كما طال القصف بلدات الغنطو والرستن وتلبيسة.
وفي تطور جديد اقتحمت قوات الأسد الجزيرة السابعة من حي الوعر الذي يؤوي غالبية النازحين من أحياء حمص القديمة، كما قصفت الحي بقذائف الهاون مخلفًا 6 شهداء.
وبدأت قوات الأسد معركة الزارة منذ أكثر من شهرين، وتشكل البلدة الواقعة على بعد 53 كيلومترًا غرب مدينة حمص مع ثلاث بلدات أخرى صغيرة وقلعة الحصن التاريخية، المساحة الوحيدة المتبقية في ريف حمص الغربي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة بعد السيطرة على تلكلخ والقصير وريفها العام الماضي من قبل قوات الأسد.
ويسعى النظام من خلال استعادة هذه البلدات، إلى تأمين الطريق الدولية من دمشق الى الساحل، مرورًا بحمص، في حين تشكل طرق إمدادًا لمقاتلي المعارضة في حمص والقلمون.