أعلن عضو منصة القاهرة في المعارضة السورية، جهاد مقدسي، اعتزاله العمل السياسي، عازيًا ذلك إلى ظروف العمل والحياة التي حكمت ظروفه الشخصية.
وقال مقدسي، عبر صفحته في “فيس بوك، اليوم الأحد 25 حزيران، “حاولت المساهمة، على مدى السنوات الخمس الماضية، في دفع الحل السياسي قدمًا لتحقيق انتقال سياسي مشترك مبني على قراءة واقعية غير عاطفية ومرجعية بيان جنيف والقرار 2245”.
“لم تكن سنوات سهلة”، بحسب مقدسي، “بل ازدادت صعوبة مع كارثة التدويل والإرهاب، و قد تحملتُ، كغيري، الكثير بسبب الثقافة السيئة التي ترافق العمل في الشأن العام السوري، لا سيما في هذه الأجواء الدامية و المشحونة”.
ومقدسي كان مسؤول السفارة السورية في العاصمة لندن لخمس سنوات، والناطق الرسمي باسم النظام السوري بعد أشهر من انطلاقة الثورة السورية، اختفى في الفترة التي تلت منصبه الدبلوماسي “الرفيع”، ليبدأ رحلة “المعارضة الخجولة” كما أسماها بعض نظرائه المعارضين في كانون الأول 2012.
وتبنى فكرًا واحدًا هو “الحوار”، ودعا إليه في أيامه الأولى من “الانشقاق”، وتمسك به حتى يومنا الحالي.
ولم تكن منصة القاهرة على توافقٍ مع بقية أطياف المعارضة، خاصةً أنها تقف على مسافة واحدةٍ من جميع الأطراف، حتى داعمي النظام السوري كروسيا، وقوبلت تحركاتها باتهامات بأنها تسعى لشق صف المعارضة.
وأضاف مقدسي، في إعلان اعتزاله اليوم، “كان هاجسي على الدوام أن أبقى منسجمًا مع ذاتي وقناعاتي السياسية، و ألا أخسر احترام (العقلاء) من أبناء بلدي، وهم حتمًا الأغلبية الصامتة، أو ربما الضائعة بين الطرفين”.
وأكّد على رؤيته للحل السياسي في سوريا بالقول “تكرست قناعتي بأن الوسطية هي خلاص سوريا. أتمنى التوفيق لأصحاب الضمير لدى الطرفين في هدم هذا الجدار الفاصل بينهما لكي يعبروا معًا لسوريا الجديدة التي يحلم بها ويستحقها جميع السوريين”.
درس مقدسي في المدرسة العليا للإدارة في العاصمة الفرنسية باريس، وحاز على الماجيستر في الدبلوماسية والعلاقات الدولية في 2009 من جامعة “وستمنستر” في بريطانيا، ليرفع فيما بعد إلى درجة الدكتوراة في الدراسات الإعلامية من الجامعة الأمريكية بلندن.