“شاين لاند” مدينة ملاهٍ مجانية لأطفال معرة النعمان
إدلب – طارق أبو زياد
“أصعب ما أعاني منه هو كيف سأجعل أطفالي الأربعة يشعرون بفرحة العيد دون ملاه وألعاب؟ فمدينة الملاهي هي أساس العيد بالنسبة للطفل السوري عمومًا، وهو ما يغيب عن المعرة والمناطق “، يقول الأربعيني علاء نشار، ابن معرة النعمان، عند تلقيه خبر الشروع بتجهيز أول مدينة ملاه مجانية في مدينته.
وأعلن “المعهد السوري الإنساني للتمكين الوطني” (شاين) تجهيز مدينة ملاه مجانية في معرة النعمان، أقيمت في باحة المعهد في الحي الجنوبي بالمدينة، وتفتح أبوابها للأطفال أول أيام عيد الفطر.
فرحة الطفل هدفنا
الدكتورة رانيا قيسر، المسؤولة العامة لمعهد “شاين”، قالت إن المشروع هو اتباع للأثر الصحيح، الذي يقول “إن في الجنة دارًا يقال لها دار الفرح، لا يدخلها إلا من يُفرح الصبيان”.
وأضافت في حديث إلى عنب بلدي “نريد أن نُفرح الأطفال الذين يعيشون ويلات الحرب منذ سبع سنوات، فهم يعيشون بلا مدينة ملاه ودون أي نشاطات تُشعرهم أنهم بخير، وأن هناك من يحبهم ويريد أن يرسم البسمة على وجوههم”.
وتحدث الأستاذ أحمد معمار، مدير معهد “شاين” في معرة النعمان، عن محتويات المدينة المجهزة للأطفال، “سيكون هناك مراجيح وبعض ألعاب الأطفال، بالإضافة لنشاطات متل الرسم والغناء، وسيكون عبارة عن حفلة كل يوم في العيد، من الساعة الخامسة عصرًا وحتى التاسعة مساء، علاوة على توزيع هدايا وألعاب للأطفال”.
دخول مجاني للجميع
وأوضحت الدكتورة رانيا أن المدينة ستكون “مجانية دون أي مقابل”، لتشمل جميع شرائح المجتمع، ويدخلها الفقير قبل الغني، وهو ما يخفف الضغوطات المادية عن عاتق الأهالي ويُدخل الفرحة لأطفالهم.
وتوقعت المسؤولة عن المنظمة أن تستقبل “شاين لاند” كما أسمتها قرابة ألف طفل كل يوم، وسيكون هناك الباعة الجوالون، الذين يعطون انطباعًا تراثيًا شعبيًا، كباعة الفول النابت والذرة الصفراء وغزل البنات، وهو ما يجعل مدينة الملاهي متكاملة من جميع النواحي.
واعتبرت قيسر أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في الثورة السورية، مشددة على أن “هكذا مشاريع هي الأفضل على الإطلاق، فمهما بلغت تكلفة المشروع إلا أنه لا يساوي ضحكة طفل أنهكته الحرب”، بحسب تعبيرها.
بينما رأى علاء نشار أن تجهيز “شاين لاند” يضفي شيئًا من الروعة والغرابة، وأضاف “ستكون صورة من صور الحياة التي يحبها السوريون، وتؤكد على القوة الجبارة التي يتمتع بها الشعب السوري، فمن يصدق أنه وبعد توقف القصف بشهر واحد تم افتتاح مدينة ملاه”.
لكن خالد الجندي، وهو شاب من معرة النعمان، انتقد إقامة هذا المشروع، وقال “رغم ضرورته إلا أننا نفتقد لأولويات أهم في الوقت الحالي”، مردفًا “علاوة على أنه من الخطر جدًا حشد تجمع بشري في مكان واحد وخاصة إن كانوا أطفالًا، فنحن رغم الهدوء مازلنا في حرب، والأعداء لن يتركوا لنا فسحة للفرح”.
وتشهد محافظة إدلب افتتاح مشاريع مدنية تعيد الحياة إلى مدنها وبلداتها، كالأسواق والمهرجانات والفعاليات بشتى أنواعها، في رسالة واضحة على بدء عودة الحياة إلى طبيعتها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :