التعامل مع السلوكيات الخاطئة عند الأطفال

tag icon ع ع ع

براعم copy

ينشأ الطفل مكونًا سلوكياته وعاداته متأثرًا بتصرفات من حوله وردود أفعالهم، إلى أن يكتمل بناء شخصيته؛ وخلال هذه المرحلة من الطبيعي أن يخطئ الطفل أو يسيء السلوك في بعض الأحيان، وهنا يجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام مشكلة إضافية، هل يتوجب عليهم معاقبة طفلهم على تصرفه أم لا؟ وما هي الطريقة الصحيحة لذلك؟

وعلى عكس ما يعتقد كثيرون، فإن عقاب الطفل لا يعني اللجوء إلى الضرب أو الإهانة، الأمر الذي قد يؤدي إلى نفور الطفل وتمرده، ويدفعه لتكرار التصرف الخاطئ، وقد يولد لدى الطفل اضطرابات نفسية تؤثر على بنيته وتظهر في شخصيته لاحقًا، إنما يجب أن يكون العقاب بمثابة علاج للتصرف أو السلوك الخاطئ يمنع تكراره.

• عندما يصدر عن الطفل تصرف خاطئ للمرة الأولى، على الوالدين التعامل معه على أساس أنه لا يعرف أن تصرفه خاطئ، أو مسيء؛ فالطفل يمكن أن يتصرف مقلدًا ما يشاهده في أفلام الكرتون، أو مقلدًا أقرانه في المدرسة، دون أن يميز الخطأ من الصواب، لذا ينبه الوالدان الطفل للخلل في سلوكه ويشرحان له لماذا يعتبر تصرفه خاطئًا، ويرشدانه إلى تصرف صحيح بديل؛ وكثير من التصرفات يعرض عنها الأطفال بعد أن يعرّفهما المربي بأنها خاطئة.

• إرشاد الطفل للسلوك الصحيح يكون من خلال حوار هادئ مع الطفل، لا من خلال تعنيفه، فالحوار الهادئ سيشعر الطفل بالأمان والاهتمام ويعزز ثقته بوالديه، ما سيدفعه للأخذ بإرشاداتهما، كما أن أثر محاورة الطفل سيكون مستدامًا، على عكس التعنيف الذي قد يدفعه للاستجابة بشكل مؤقت فقط ومن ثم العودة لذات السلوك.

• إذا كان الطفل قد تعلم مسبقًا أن تصرفه خاطئ وكرره، فعلى المربي، سواء في المنزل أم المدرسة، محاورة الطفل لمعرفة السبب الذي دفعه لتكرار هذا التصرف، ثم التعامل معه بالطريقة المناسبة. فالطفل قد يلجأ لتكرار التصرفات التي تزعج مربيه ومن حوله لمجرد لفت الانتباه بحال شعر بأنه يتم إهماله.

• تنبيه الطفل لخطئه يكون بأسلوب يتوافق مع عمره وإدراكه، وكذلك عقابه في حال لزم الأمر.

• إرشاد الطفل وتحفيزه للابتعاد عن السلوكيات الخاطئة، ومن ثم مكافأته على ذلك يسبق العقاب الذي يجب أن يعتمده الوالدان كمرحلة أخيرة من مراحل تقويم السلوك عند أطفالهم.

• العقاب المادي ليس الأسلوب الوحيد الذي يمكن للوالدين اتباعه؛ فالعقاب المعنوي غالبًا ما يكون أكثر جدوىً.

• العقاب يجب أن يكون منطقيًا، عادلًا، ومطبقًا على الجميع، الإخوة وحتى الوالدان أحيانًا؛ فلا يمكن للطفل ذي الخمسة أعوام أن يلتزم بترتيب ثيابه مالم يعاقب إخوته الأكبر سنًا على إهمال ذلك، أو مالم يلتزم والداه بذلك أيضًا.

• على الوالدين الابتعاد تمامًا عمّا يهين الطفل عند عقابه، فلا يتعاملان معه بطريقة تولد عنده نفورًا أو كراهية للآخرين، أو تنمي سلوكًا عدوانيًا لديه.

• العقاب ضرورة في تربية الطفل، ولكن يجب أن يتم بالطريقة الصحيحة؛ والتفريط في توجيه الطفل وإرشاده والتهاون والإهمال في تصويب سلوكياته خاطئ بقدر ما أن الإفراط في عقابه خاطئ أيضًا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة