عنب بلدي – العدد 106 – الأحد 2/3/2014
أعلن لواء شهداء الإسلام منذ أسبوعين عن تخريج الدورة العسكرية الثالثة في كتيبة أحرار داريا في الغوطة الغربية التابعة للواء شهداء الاسلام، واشتملت التدريبات مختلف النواحي البدنية والقتالية وبناء الخبرة العسكرية فضلاً عن الدعم النفسي والمعنوي تحت إشراف مدرّبين عسكريين مختصّين في مجالاتهم، وظهر ذلك في مقطع فيديو نشره اللواء عن سير تلك العمليات التدريبية.
بعد تطور الوضع العسكري في سوريا عامة، ونتيجة للحملة العسكرية المتصاعدة على داريا، وفي خطوات لتطوير الحراك العسكري داخل المدينة، وبشكل خاص، الحراك العسكري المرتبط بالمجلس المحلي لمدينة داريا، جاءت أهم الخطوات على الصعيد العسكري بتشكيل كتيبة شهداء داريا داخل المدينة. ومن ثم، وبعد التوسع بالعدد والعتاد والخبرة العسكرية التي اكتسبها أفرادها واتساع رقعة عملياتها، أدى كل ذلك لاحقًا لتطوّرها إلى شكلها الحالي المتمثّل بلواء شهداء الإسلام، وبناء هيكلية تنظيمية لهذا اللواء المؤلف من سبعة كتائب وسرية واحدة بقيادة النقيب أبو جمال في الرابع من نيسان لعام 2013. مع هذا التطور نشأت رغبة عارمة لدى العديد من الشباب الثائر الذين اضطروا للنزوح عن المدينة في بداية الحملة للعودة للمشاركة في القتال ضد النظام. وهنا كان القرار من المجلس المحلي لمدينة داريا وقيادة لواء شهداء الإسلام بتنظيم عودة هؤلاء الشباب واستثمار جهودهم بشكل منظّم من خلال برامج تدريبية، فكان تشكيل كتيبة أحرار داريا في منطقة خان الشيح المحررة في الغوطة الغربية في الربع الأخير من العام المنصرم، كما يقول أسامة أبو زيد، ممثل لواء شهداء الإسلام في تركيا.
وأضاف أبو زيد قائلاً «إن الجو العام للمعركة في داريا أعظم مما يشاهده الشباب على المحطات التلفزيونية أو الإنترنت، فكان الهدف الأساسي من المعسكر وضع هؤلاء المقاتلين في الصورة الحقيقية للحرب على الجبهات القتالية. وكان الهدف من تأسيس الكتيبة في بادئ الأمر تدريب عدد من المقاتلين للتوجه لداخل مدينة داريا. ولكن، بسبب الحصار الخانق المفروض عليها، ولحرص قيادة اللواء على عدم التفريط بشباب المدينة بإدخالهم سرًا تحت وطأة خطر الاعتقال أو الإعدام الميداني على حواجز النظام، كان القرار باتخاذ مقر الكتيبة معسكرًا للتدريب لحين قدوم الفرصة المناسبة للقيام بالأعمال العسكرية بالتنسيق مع قيادة اللواء». وشاركت الكتيبة بعدة عمليات عسكرية في الغوطة الغربية واستطاعت مع عدد من الألوية العسكرية المتواجدة في المنطقة من تحرير حاجزي اللواء 68 والحسيني في منطقة خان الشيح في الثاني من نوفمبر لعام 2013. الأمر الذي أكسب الكتيبة واللواء بشكل عام احترامًا كبيرًا بين التشكيلات الموجودة في الغوطة الغربية لما تميّزت به من تنظيم وحسن الإدارة والانضباط.
تقع الكتيبة تحت قيادة لواء شهداء الإسلام مباشرة في الترتيب الهرمي بقيادة قائد ميداني، وتمتلك الكتيبة مركزًا إعلاميًا وآخر طبّي، وتتمتّع باستقلالية إدارية تامّة. يتلقّى أفرادها البالغ عددهم 130 عنصرًا، رواتب ماديّة، لا تتجاوز الثمانية آلاف ليرة سوريّة، وهي غير ثابتة، وذلك حسب الحاجة للأموال في الداخل للمصاريف الضرورية سواء كانت للأغراض الإغاثية أم العسكرية، وتسعى قيادة اللواء لتأمين الرواتب بشكل مستمر لمساعدة عناصر الكتيبة بتأمين مصاريفهم الشخصية أو ليساعدوا بها أهلهم المحتاجين.
لم تقم الكتيبة بأي عمل عسكري لفك الحصار عن مدينة داريا وذلك بقرار من قيادة اللواء للحفاظ على الكتيبة ككتلة كاملة أفضل من أن يتسرّب عناصرها بشكل منفرد لداخل المدينة. ومع تغيّر مجريات المعارك وبعد معركة وبشّر الصابرين، أصبح هناك خططًا جديدة لمواجهة النظام في داريا من داخلها وخارجها، ويعوّل اللواء بجزء كبير على الكتيبة في تنفيذ الخطة العسكرية الموضوعة للأشهر القليلة القادمة.