عنب بلدي – العدد 106 – الأحد 2/3/2014
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) يوم الأربعاء «بناء على معلومات استخباراتية»، أن وحدة من جيش النظام «أردت أفراد مجموعة إرهابية مسلحة قتلى بينهم جنسيات سعودية وقطرية وشيشانية في الغوطة الشرقية بريف دمشق». ونقلت الوكالة عن قائد ميداني القول «إن وحدة من جيشنا رصدت إرهابيين من جبهة النصرة وما يسمى لواء الاسلام أثناء تنقلهم على محور النشابية، ميدعا، عدرا الصناعية، الضمير، بئر القصب، الأردن وأوقعت أكثر من 175 قتيلًا بينهم وأصابت آخرين».
ونقلت قناة المنار المقربة من حزب الله اللبناني تسجيلًا مصورًا لتفجيرين متتاليين، ناجمين عن ألغام أرضية استهدفت رتلًا من الأشخاص يسيرون في منطقة صحراوية، تزامنًا مع إطلاق النار من أسلحة ثقيلة.
من جانبه أعلن المتحدث العسكري باسم «الجبهة الإسلامية» النقيب إسلام علوش –في حديث خاص للأناضول– عن تفاصيل الكمين، مؤكدًا مقتل ما لا يقل عن 45 مدنيًا وعسكريًا؛ لكنه نفى رواية النظام بمقتل 175 عسكري موضحًا أن «نظامًا قاتلًا للمدنيين لا يمكن الوثوق بإعلامه».
ونفى النقيب علوش مقتل أيٍّ من مقاتلي «الجبهة الإسلامية» في الكمين إذ ينتمي المقاتلون إلى لواء «الشباب الصادقين» ولواء «المغاوير» الذين «حاولوا تأمين خروج المدنيين والجرحى لحصولهم على العلاج اللازم، جراء الحصار الخانق الذي ضربه النظام السوري على مناطقهم». وأرجع علوش سبب الكمين إلى مراقبة النظام الشديدة للمنطقة.
بدوره كشف المكتب الحقوقي الموحد في الغوطة الشرقية تفاصيل الكمين نقلًا عن شهادات ناجين وجرحى، حيث توجه الرتل المؤلف من 150 إلى 200 شخص، و «معظمه من المدنيين والجرحى» هربًا من حصار الغوطة الشرقية إلى «طريق ما بين ميدعا وطريق الضمير»، لكن قوات الأسد زرعت شبكة ألغام قرب معسكر الصاعقة ونادي الفروسية الذين تسيطر عليهما في منطقة صحراوية بعد «بركة العتيبة»، وفجرتها حين وصل الرتل، ثم قصفت الموكب بالشيلكا وصواريخ الكونكورس.
وأكد المكتب أن حوالي 25 جريحًا من الموكب استطاعوا الزحف والتوجه إلى أقرب نقطة للجيش الحر ومن ثم تم إسعافهم إلى النقط الطبية في الغوطة، في حين لم يستطع بعض الجرحى التحرك وألقي القبض عليهم من قبل قوات الأسد ومصيرهم حتى الآن مجهول، فيما أكد الجرحى أن الموكب مؤلف من الرجال فقط وبينهم 3 أطفال ولا يوجد نساء.
كما نفى المكتب الحقوقي الإشاعات التي تداولها ناشطون بأن جثث الشهداء تعود لمعتقلين من داخل سجون الأسد، أو أنهم مقاتلون قادمون من خارج الغوطة لفك الحصار عنها، أو أنهم من الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة، مطالبًا المجتمع الدولي للعمل على محاسبة النظام على «عمليات قتل جماعية ممنهجة ترقى لجرائم ضد الإنسانية».
وتعتبر العتيبة نقطة تحكّم بعدة طرق من الغوطة وإليها، خاصة أن معظم الطرق صحراوية لا معالم لها، وتمثل معبرًا مشتركًا للوسط السوري مع الشمال والجنوب.
ويذكر أن الطريق التي نُفذ عليها الكمين هي الطريق الوحيدة التي يحاول عبرها أهالي الغوطة الخروج هربًا من الحصار، وقد وقع عليه العديد من الكمائن مسبقًا آخرها في تشرين الأول الماضي، فيما ارتفع عدد الشهداء عليه منذ بداية الحصار إلى 600 شخص حسب المكتب الحقوقي الموحد في الغوطة.