“وفدٌ مجهول” يُفاوض النظام سرًا خلال “تهدئة” درعا
عنب بلدي – خاص
تترقب مدينة درعا مصيرًا مجهولًا، بعد إعلان النظام السوري عن ساعات “تهدئة” بدأت ظهر السبت 17 حزيران، عقب حشودٍ لقوات الأسد والميليشيات الرديفة، وصورٍ ضجت بها وسائل التواصل، تحضيرًا لمعركة “كبرى” في المدينة.
إعلان التهدئة جاء بعد أن حصلت عنب بلدي على معلوماتٍ من مصدرٍ مطّلع، تقول إن وفدًا “مجهول الانتماء” انطلق من مناطق سيطرة المعارضة، واجتمع مع ممثلين عن النظام السوري، الخميس 8 حزيران الجاري، ليُغادر ظهر اليوم نفسه، دون معرفة طبيعة أو نتائج اللقاء السري.
وتزامنت الزيارة مع توقف شبه كامل لعمليات القصف، رغم تحليق طيران الاستطلاع بشكل مكثف في سماء المدينة، إلا أن الأيام التالية له شهدت عودة القصف، حتى توقّفت العمليات القتالية في الساعة الثانية عشرة والربع، من ظهر السبت، وفق مراسل عنب بلدي في درعا.
النظام يُعلن وقف العمليات القتالية
ومع الهدوء الذي بدأ يسود في المدينة، أعلنت القيادة العامة لقوات النظام السوري، وقف العمليات القتالية، لمدة 48 ساعة، “دعمًا لجهود المصالحة الوطنية”.
وأشارت في بيانٍ إلى أن “الحكومة السورية تحرص على تعزيز المصالحات المحلية، في مختلف المناطق، توازيًا مع عمليات اجتثاث الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم سوريا”.
بدأ صباح اليوم الأول من “التهدئة” بقصف مكثف، ككل يوم عاشته المدينة منذ بدء المعارك في درعا البلد، في شباط الماضي، وتعرضت للقصف بمئات البراميل والصواريخ، وفق توثيق الوكالات المحلية، إلا أن الهدوء ساد المدينة، ظهر اليوم نفسه.
الوفد “المجهول” يعود للتفاوض
ومع توقف القصف والمعارك، بدأت مفاوضات بين النظام السوري والوفد المجهول، الذي يعمل بهدف حماية المدينة من التدمير الكامل، وفق مصادر عنب بلدي.
وعزت المصادر سبب المفاوضات “لترك بصيص أمل يتيح للأهالي أن يسكنوا في المدينة، حتى لو سيطر النظام عليها، بدلًا من تدميرها خلال القصف”، مشيرةً إلى أن طلبًا وجهه الوفد للنظام، وافق عليه بشرط الانضمام إلى مناطق “المصالحات”.
ومن شروط “التهدئة” إيقاف المعارك وإرسال التعزيزات، على أن تكون خطوة أولى تضمن استمرار المفاوضات لتكون أكثر شمولية، في حال التزم الطرفان.
وتوقعت المصادر أن يُطالب النظام المعارضة بالانسحاب من المدينة، بينما يحمل الوفد مطالب بتشكيل لجنة مشتركة تضمن عودة الأهالي إلى المدينة، على أن تضمن روسيا النظام لمنع أي خرق.
سلاح الجو الروسي “غائب”
الأيام الماضية التي عاشتها المدينة، تُظهر تحييد روسيا سلاحها الجوي، وتحديدًا مع الحديث عن الحشود العسكرية، بعد زيارة العميد ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار الأسد وقائد “الفرقة الرابعة”، لمدينة إزرع في محافظة درعا.
وحينها حصلت عنب بلدي على معلومات مفادها، أن عددًا من ضباط الفرقة رافقوا الأسد في الزيارة المفاجئة، وبقوا في مدينة إزرع، في إطار حشود لقوات النظام لاستعادة السيطرة على كامل درعا البلد.
ورغم أن الطائرات الروسية أسهمت في استهداف المنطقة، مع بداية المعارك قبل أشهر، إلا أنها سحبت سلاح الجو، وفق مراقبين توقعوا أنها بداية لتكون روسيا طرفًا ضامنًا لـ “التهدئة”، بضوء أخضر من الأردن.
المعارضة في وضع الجاهزية
إثر الحشود أعلن أكثر من فصيل في “الجيش الحر”، تجهيز قواتهم لصد أي هجوم محتمل، كما شكّلت بعض الفصائل، وعلى رأسها “جيش الثورة” و”فوج المدفعية”، غرفة عمليات مشتركة تحت اسم “رص الصفوف” لذات الغرض.
كما أطلق ناشطون حملة “تحرك لأجل درعا”، في محاولة للفت النظر إلى ما يجري في المدينة، وسط دعواتٍ للمجتمع الدولي بضرورة “عدم تكرار نموذج حلب”، التي هجر سكانها، منتصف كانون الأول من العام الماضي.
وكانت قوات الأسد حاولت إسقاط طائرة استطلاع في سماء درعا، الأربعاء 14 حزيران، بعد دخولها الأجواء السورية قادمة من الأردن، وحينها نقل المراسل عن مصدر عسكري تأكيده أن الطائرة التي بدت من طراز “Falco drone”، تعرضت لإطلاق نار بالمضادات في محاولات لإسقاطها، لكن دون أن تحقق ذلك.
معاركُ استنزاف خاضتها المعارضة ضد قوات الأسد في مخيم درعا وطريق السد، خلال الأيام الماضية، وبينما يخطط النظام لاستعادة ما خسره في درعا البلد، ثم قطع الطريق بين مدينة درعا وريفها الشرقي، ينتظر سكان المدينة الأيام المقبلة ليقرّروا مصائرهم وفق مآلات الأمور في المحافظة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :