عنب بلدي – ريف حماة
حصل المزارع وليد مواس من قرية “باب الطاقة” في ريف حماة الغربي، على بذار القمح نهاية العام الماضي، ويتجهز اليوم لحصد ما زرعه، ليتمكن من إعالة أسرته كالمئات من أقرانه، الذين استفادوا من مشروع زراعة القمح، وترعاه “المؤسسة الدولية لدعم المرأة”.
“قدموا لنا البذار وكافة المستلزمات لإزالة الأعشاب والمبيدات الحشرية”، يقول مواس لعنب بلدي، موضحًا أنه حصل في الأشهر الماضية على مادة “المازوت” لري محصوله، وتسلّم أكياس تعبئة مستفيدًا من حصادات وفرتها المؤسسة لجباية الموسم، الأربعاء 14 حزيران الجاري.
ويصف المزارع خالد العبدو، من القرية ذاتها، مشروع زراعة القمح بـ”الناجح”، مشيرًا إلى أن “مئات عوائل الشهداء والمتضررين، استفادوا منه”.
مشروع على مدار تسعة أشهر
بدأت “المؤسسة الدولية لدعم المرأة”، مشروعها لتأمين مادة القمح من البذار حتى الحصاد، بفئة من مزارعي ريف حماة الغربي، منذ مطلع تشرين الثاني من العام الماضي، على أن ينتهي المشروع في نهاية تموز المقبل.
ووفق طريف الدرويش مدير المشروع، فإن مزارعي ثلاث قرى يستفيدون اليوم منه: قلعة المضيق وكفرنبودة وباب الطاقة، موضحًا لعنب بلدي أن أعداد المستفيدين الكلي بلغ ألف أسرة، “كل قرية وفق عدد السكان فيها”.
أكثر من 600 عائلة في قلعة المضيق تعمل حتى اليوم، من خلال المشروع، بينما تستفيد 220 عائلة من بلدة كفرنبودة، و170 أخرى من باب الطاقة، بحسب الدرويش، جميعهم اختيروا بالتعاون مع المجالس المحلية، من خلال معايير “أبرزها أن يكون نصف المستهدفين على الأقل نساء إضافة إلى النازحين والفقراء”.
مراحل المشروع
سار المشروع وفق مراحل متتالية، بدأت بمنح المستفيدين بذار قمح قاسٍ من نوع “شام 3″، وسماد “سوبر فوسفات”، لمساحة أربعة دونمات لكل مزارع مستفيد، ويقول الدرويش إن المؤسسة منحت في المرحلة الثانية سماد “يوريا” ومبيدات للأعشاب الضارة بمحصول القمح، الرفيعة منها والعريضة.
كما حصل كل مستفيد على مبيد “فوسفيد الزنك”، لحماية المحصول من فأر الحقل ومبيدات أخرى للتخلص من الحشرات، ثم منحت المؤسسة مادة “المازوت” لري المحصول، تبعها تسليم أكياس “خيش”، لتعبئة القمح بعد حصاده.
للتخفيف من تكلفة وأعباء الحصاد على المزارع، منحت المؤسسة قسائم للمزارعين تشمل سبعة دونمات من الأراضي، ويشير مدير المشروع إلى أن الخطوة “جاءت ليستفيد المزارع من حصاد محصوله غير المكفول من قبلنا، إلى جانب الدونمات الأربعة”.
يهدف المشروع إلى تعزيز سبل العيش للعائلات النازحة والفقيرة، وزيادة الأمن الغذائي للمناطق المستهدفة، على حد وصف الدرويش، مقدرًا إنتاج الدونم الواحد بحوالي 500 كيلوغرامٍ من القمح، أي نحو ألفي طنٍ لجميع المستفيدين.
يُجمع المزارعون الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، أن المشروع “ناجح بامتياز”، كونه أفاد العشرات من العوائل، بينما طالب البعض بتجهيز شوارع تصل بين القرية والأراضي الزراعية التي يعملون بها، كخطوة ضرورية لتفقد المحصول ورعايته، على حد وصفهم.
تُعرّف “المؤسسة الدولية لدعم المرأة” نفسها، بأنها تنموية توعوية تسعى إلى تمكين ودعم المرأة السورية، للمشاركة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمدنية.