المسابح.. قد تنقل الكثير من الأمراض

  • 2017/06/25
  • 5:28 م
المسابح.. قد تنقل الكثير من الأمراض

تعبيرية

د. أكرم خولاني

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجة حرارة الجو يقبل الناس كبارًا وصغارًا على السباحة في المسابح، سواء العامة أو الخاصة، ورغم الحرص على تنظيف مياه هذه المسابح وتجديدها وإضافة المواد المطهرة إليها بشكل مستمر، إلا أنها تبقى مكانًا مناسبًا لانتشار الأمراض والإصابة بها، مثل أمراض العيون، والأمراض الجلدية، وأمراض الأذن، والإسهال، والأمراض التنفسية، وتعرف هذه الأمراض بأمراض مياه السباحة، وتشمل مياه حمامات السباحة العامة والخاصة، والبحيرات، وحمامات البخار الموجودة في المراكز الصحية، وكذلك الشواطئ المزدحمة.

كيف تحدث العدوى بأمراض مياه السباحة؟

عندما يتشارك الناس في حوض السباحة فإن كلًا منهم يشكل مصدرًا لنقل الجراثيم والأمراض، وقد تحدث العدوى نتيجة التماس المباشر بين الأشخاص المتشاركين في حوض السباحة، أو عن طريق استخدام مناشف أو أحذية مشتركة، أو نتيجة تلوث الأرضيات حول المسابح من أشخاص مصابين.

وقد تحدث العدوى نتيجة التماس أو ابتلاع المياه الملوثة بالفضلات البشرية الصلبة أو السائلة، فقد تتلوث مياه المسبح بالبراز من فتحات الشرج الملوثة (نتيجة الإسهال مثلًا) لبعض المتشاركين بالسباحة، وقد تتلوث بالبول نتيجة التبول في المسابح، والذي يعد من أكثر أسباب تلوث مياه البرك المغلقة، إذ إن نسبة كبيرة من الناس يطلقون العنان لرغبتهم في التبول في أحواض السباحة.

كذلك فإن مواد التعقيم، والتي تتكون في الأساس من مادة الكلور، تعتبر في حد ذاتها مادة للمرض ويمكن أن تتسبب في الكثير من الأمراض الجلدية، خاصة مع ضوء الشمس المباشر، مع عدم قدرة الكلور على القضاء على جميع أنواع الجراثيم .

أشيَع أمراض مياه السباحة

أمراض العيون:

قد تصاب بالاحمرار والغشاوة في الرؤية نتيجة التخريش، إلا أن هذه الأعراض عابرة وسرعان ما تزول من تلقاء ذاتها.

وقد تنتقل التهابات العين الفيروسية من شخص لآخر، كما أن الجراثيم التي تصل إلى العين قد تسبب التهابات في الملتحمة.

أمراض الجلد:

في مقدمها مرض ثآليل باطن الأقدام، وهو عدوى فيروسية بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، ويتم التقاطها من المشي على أرضيات أماكن الاستحمام أو على منصات القفز.

وهناك مرض الورم الحبيبي، وينتج من العدوى بجرثومة المتفطرات البحرية (Mycobacterium marinum)، ويتظاهر المرض بعد ثلاثة أسابيع من الإصابة على شكل نتوءات حمراء صغيرة، خصوصًا على الكوع والأنف والركبة والسطوح الظهرية لليدين والقدمين، وقد تتطور هذه الحالة و تصبح خطيرة إذا ما انفتحت هذه النتوءات، حيث تتحول إلى قرح جلدية قد تتطور إلى التهابات عظمية خطيرة وذلك إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع.

والطفح الجلدي المصاحب للاستحمام بالماء الدافئ، الذي ينتقل من برك السباحة الساخنة، وتسببه جراثيم الزوائف الزنجارية، ويعاني المصاب به من حكة عادية لكنها قد تتطور إلى حكة مزعجة للغاية، وقد تظهر اندفاعات جلدية حمراء تشاهد خصوصًا في الأجزاء المغمورة في المياه، ومن المفترض أن تزول تلقائيًا بعد يومين تقريبًا، أما إن لم تزل الأعراض خلال أسبوع فيجب حينها التوجه إلى الطبيب المختص .

والقوباء الحلقية، وهي مرض جلدي يظهر على شكل بقع دائرية، وينتج عن الإصابة بفطريات تعيش في أحواض السباحة ولديها مقاومة جيدة للمواد المطهرة، وتحدث العدوى نتيجة التشارك بمناشف الاستحمام أو المشي بدون حذاء حول حوض السباحة، ويعالج بالمضادات الفطرية.

وسعفة القدم، وتحدث نتيجة العدوى بالفطريات، وذلك عند المشاركة في المناشف، أو عن طريق ملامسة الأرضيات الملوثة للقدمين، أو عند المشاركة كذلك في أحواض السباحة، وتتظاهر الحالة بحكة مع طفح جلدي مؤلم، وتشققات جلدية وبثور ما بين الأصابع، ويمكن التحكم بهذه الأعراض بسهولة عن طريق بعض الكريمات المضادة للفطريات.

والمليساء السارية، وهي عدوى جلدية فيروسية تنتقل بواسطة الماء، وتتظاهر على شكل حطاطات مسررة، ورغم أن الفيروس بحد ذاته لا يعتبر خطيرًا إلا أن المصاب به قد يحمله معه لمدة سنتين، وقد يصاب بالندوب الجلدية نتيجة لذلك، ويتم العلاج عادة بواسطة المواد الكيميائية أو بالكي والتبريد.

وأخيرًا تهيجات أحواض السباحة، وهي تهيجات جلدية قد تصيب البعض بعد السباحة في أحواض السباحة، ويكون سبب ذلك هو التعرض الطويل للكلور الموجود في الماء، وبالتالي الإصابة بحساسية ضد المادة الكيميائية أو تهيج البشرة منها، والعلاج الأفضل لهذه الحالات هو أخذ الراحة من السباحة لإعطاء الجسم الفترة الكافية ليتعافى من هذه الأعراض، أو يمكن اللجوء إلى وضع بعض الكريمات الخاصة قبل النزول إلى حوض السباحة.

الأمراض التنفسية:

قد تحدث الإصابة بالرشح أو التهاب اللوزتين نتيجة ابتلاع المياه الملوثة، كذلك أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يقضون فترات طويلة في مياه المسابح المغلقة هم أكثر تعرضا للربو في الكبر مقارنة بغيرهم، وقد علل هذا الأمر بتشكل غاز كلور الهيدروجين الثلاثي الذي يعمل على تدمير الحواجز الخلوية التي تؤمن الحماية للجهاز التنفسي، ووجود البول في مياه المسابح يدعم بقوة تشكل الغاز المذكور.

الأمراض الأذنية:

قد يحدث التهاب أذن خارجية، وينتج عن الإصابة بجراثيم الزوائف الزنجارية، ويتظاهر بعد أيام من السباحة على شكل ألم عند أقل لمس لصيوان الأذن أو حتى لدى تحريك الرأس، إضافة إلى الحكة والاحمرار في الأذن الخارجية، ونقص في السمع، وفي بعض الأحيان قد تسيل المفرزات القيحية، ويصيب هذا الالتهاب الأطفال والشباب في المقام الأول.

الإسهال والنزلة المعوية:

وهو من أكثر الشكاوى بسبب استخدام برك السباحة، ويحصل نتيجة ابتلاع جرعات من الماء الملوث بالميكروبات، مثل خفيات الأبوغ “كريبتوسبوريديوم”، والجيارديا لامبيليا، وعصيات الشيغيلا، والعصيات القولونية E.coli، السالمونيلا، وتزداد حدته بين الأطفال، وتبدأ أعراضه بالظهور بعد فترة من مغادرة حمام السباحة، ويصاحبه ألم في البطن وقيء وارتفاع في درجة الحرارة.

كيف نتجنب الإصابة بأمراض مياه السباحة؟

  • عدم الذهاب للحمامات العامة أو الأماكن المزدحمة عند المعاناة من الأمراض المعدية، والبقاء في المنزل حتى تمام الشفاء.
  • الاستحمام قبل وبعد النزول في حمام السباحة وتبديل ثياب السباحة المبللة وارتداء ملابس جافة ونظيفة.
  • تفادي بلع أي نقطة من مياه المسابح، بل تفادي دخولها حتى إلى الفم.
  • لبس نظارات خاصة بالسباحة لتجنب تلوث العيون.
  • استخدام المطهرات المخففة المناسبة لأغراض العناية الشخصية بعد الذهاب لحمامات السباحة .
  • استخدام الأغراض الشخصية وليست المشتركة من المناشف والأحذية وغيرها .
  • عدم التبول في أحواض السباحة، وبالنسبة للأطفال ينبغي أخذهم لدورة المياه كل ساعة تجنبًا لقضاء حاجتهم في حمام السباحة .
  • عدم المشي حفاة الأقدام حول المسابح وفي الحمامات لدرء العدوى الفطرية.
  • عدم الذهاب لحمامات السباحة العامة عند ارتفاع درجات الحرارة حيث إن معظم الجراثيم تعيش في الأماكن الرطبة والدافئة.

ونذكر بأن سلامة مياه المسابح ونظافتها لا يمكن تأكيدهما أو نفيهما بالعين المجردة، وهناك ثلاثة شروط يجب توافرها لضمان سلامة مياه المسابح: كلورة المياه جيدًا أي إضافة مادة الكلور من أجل التطهير، وفلترة المياه للتخلص من المواد والمركبات العضوية العالقة، وتبديل مياه البركة للتخلص من الرواسب والمخلفات والحشرات.

وأخيرًا إذا ما توافرت الفرصة لشراء حوض سباحة صغير يفضل إقامته في حديقة المنزل لضمان تعقيم المياه وعدم مشاركة الآخرين في السباحة.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية