جولتان جديدتان من المفاوضات بين المعارضة والنظام السوري ستنطلقان بداية الشهر المقبل، لكن في مكانين مختلفين يجمعهما تصريحات المسؤولين التي تؤكد على “الحل السياسي” والمناورات التفاوضية بين الأطراف المؤثرة في الملف السوري.
“جنيف 7″ و”أستانة 5” متوالية تتسابق في أرقام الجولات، تحضر هذه المرة على وقع “تخفيف التوتر” الذي أقرّ في “أستانة 4” ونجح بتحييد بعض المناطق من القصف، عدا درعا جنوبًا، ليترجم بالتوجه نحو فتح معارك ضدّ تنظيم “الدولة”.
“جنيف 7” ينطلق
مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أعلن عن انطلاق جولة جديدة من مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة السورية في جنيف، في 10 تموز المقبل.
وقال مكتب المبعوث الأممي في بيان صحفي، السبت 17 حزيران، إن دي ميستورا يعتزم الدعوة لعقد الجولة السابعة من المحادثات السورية- السورية في جنيف، ومن المقرر أن يصل المدعوون يوم 9 تموز، على أن تبدأ جولة المفاوضات في 10 تموز.
اللافت في بيان المبعوث الأممي هو عزم دي ميستورا الدعوة إلى جولات أخرى من جنيف (8 و9) خلال الشهرين المقبلين (آب وأيلول) قبل بدء الجولة السابعة، الأمر الذي يعتبر مؤشرًا واضحًا على بطء خطوات العملية السياسية والعثرات التي تعترضها.
ومن المتوقع أن تناقش الجولة السابعة السلال الأربع التي طرحها دي ميستورا في الجولة الخامسة، وهي هيئة الحكم الانتقالية ودستور جديد وتنظيم الانتخابات وتشكيل حكومة مؤقتة غير طائفية خلال ستة أشهر، ثم الانتقال إلى ما يعرف بـ “حرب الإرهاب”، والتي غابت عن الجولة الماضية.
“أستانة 5” يُزامن جنيف
إعلان دي ميستورا عن “جنيف 7” تزامن مع إعلان وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، عن إمكانية عقد اجتماع بين النظام السوري وفصائل المعارضة في الرابع والخامس من تموز المقبل في العاصمة الكازاخية تحت اسم “أستانة 5”.
وكان من المقرر أن تُعقد جولة أستانة خلال الأسبوع الماضي، قبل أن تعلن وزارة الخارجية الكازاخية تأجيلها إلى “أجل غير مسمى”، بناء على طلب من الدول الضامنة.
وتحاول الدول الضامنة حث الأطراف السورية في الجولة المقبلة للمصادقة على الوثيقة الخاصة بالممرات الآمنة، المعلن عنها في الجولة الماضي، والتي تشمل أربع مناطق “آمنة” في سوريا هي الغوطة الشرقية، ومحافظة إدلب، ومناطق من الجنوب السوري، ومناطق من ريف اللاذقية، مع وقف الطلعات الجوية للنظام ضدّ فصائل المعارضة.
ورغم تراجع حدّة المعارك في الأراضي السورية، وتركز أغلبها في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أنّ النظام خاض معارك عنيفة ضدّ فصائل المعارضة في الجنوب السوري والبادية، في إطار “سباق التقدّم” إلى شرق سوريا.
تنقسم الدول المؤثرة في الملف السوري على مرجعيات الحل السياسي، فبينما تضغط موسكو لتبنّي أستانة ودعمه، إلى جانب تركيا وطهران، يرفض المعسكر الأمريكي- الأوروبي ذلك ويؤكد على مرجعية جنيف، وسط مخاوف من تقسيم لمناطق النفوذ يرسمه أستانة.