حراك يتصاعد ضد النظام في السويداء.. والأمان بات غائبًا
عنب بلدي – خاص
يتصاعد الحراك السلمي ضد النظام السوري بشكل واضح في محافظة السويداء، مع ازدياد ملحوظ للمظاهرات المناهضة له، وتمرد معلن ضد قراراته الأمنية، في ظل حالة أمنية باتت أقرب إلى الفوضى، فازدادت حالات السلب والاختطاف والاعتداءات بحق الأهالي.
عشر مظاهرات في أشهر
ورصدت عنب بلدي نشاطًا سلميًا ملحوظًا في المحافظة، فخرجت نحو عشر مظاهرات مناهضة للنظام ومطالبة برحيل الأسد، منذ ذكرى اندلاع الثورة في 15 آذار الماضي، وشملت مدنًا وبلدات أبرزها السويداء، شهبا، صلخد، القريا، وغيرها.
أبرز هذه المظاهرات سجلتها مدينة السويداء وبلدة القريا، مسقط رأس سلطان باشا الأطرش، خلال أيار الماضي، ورفع فيها المتظاهرون أعلام الثورة السورية، ونادوا بشعارات جددت على التمسك بخيار الثورة ورحيل النظام السوري، وعلى رأسه بشار الأسد.
ورغم القبضة الأمنية وانتشار الميليشيات الرديفة لقوات الأسد، إلا أن الحراك السلمي بات واجهة السويداء مؤخرًا، وهو ما تجلى في قضية منظمة “جذور سوريا” التطوعية المدنية، التي أغلقت بالشمع الأحمر بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة النظام، في 20 نيسان الفائت.
ونظّم مناصرون للمنظمة ومتطوعون فيها اعتصامات متتالية منذ ذلك التاريخ، للضغط على النظام في إعادة افتتاحها، وهو ما تحقق في 14 حزيران الجاري، وأعلنت “جذور سوريا” بالتالي إنهاء الاعتصامات.
انفجار أمني محتمل
ويسعى النظام السوري والأجهزة الأمنية التابعة له في مدينة السويداء لاحتواء التوتر الأمني المتصاعد، على خلفية اعتقال الناشط السياسي جبران مراد، الجمعة 9 حزيران، وما تبعه من احتجاجات واختطاف عناصر وضباط من الأجهزة الأمنية.
مصدر حقوقي في المدينة قال لعنب بلدي إن اجتماعًا دعت له “اللجنة الأمنية” المكونة من رؤساء الأفرع الأمنية وقادة الميليشيات الرديفة إلى جانب المحافظ وأمين فرع حزب “البعث” ناقش، الثلاثاء 13 حزيران، التداعيات الأخيرة في السويداء.
وأوضح المصدر بناء على معلومات من مبنى المحافظة، أن هناك توجهًا للإفراج عن جبران مراد ومعتقلين سياسيين آخرين، وهو ما أبلغته اللجنة لوجهاء ومشايخ عقل في المدينة.
صفحات محلية عبر “فيس بوك” أشارت إلى أن المدينة شهدت منذ الاثنين انتشارًا واسعًا لميليشيات “الدفاع الوطني” والأجهزة الأمنية في مختلف الساحات والمداخل الرئيسية، بالتزامن مع محاصرة محتجين لمبنى قيادة الشرطة في المدينة لساعات طويلة قبل فضّه، استخدمت فيها الإطارات المشتعلة كضغط على الأجهزة الأمنية لإخلاء سبيل مراد.
واعتقل جبران سلامة مراد في مدينة السويداء دون أسباب واضحة، وهو حقوقي وناشط سياسي من بلدة القريا، وسبق أن اعتقلته الأجهزة الأمنية في تشرين الثاني 2011 من جامعة دمشق، إلى جانب زميلتيه سحر أبو زين الدين وآمال سلوم.
وردًا على اعتقاله التعسفي، احتجز مقربون من مراد ضابطًا وتسعة عناصر آخرين من مناطق مختلفة في المحافظة، بحسب شبكة “السويداء 24” عبر “فيس بوك”، وهو ما أكدته صفحات موالية للنظام السوري.
ووفقًا لشبكات محلية في المحافظة فإن أقارب مراد طالبوا بإطلاق سراحه فور إخلاء سبيل المحتجزين، في قضية دخلت بها الوساطات والمفاوضات مع مشايخ العقل الدروز في المحافظة.
في ظل هذه المعطيات، بات الأمان النسبي الذي اكتسبته السويداء في السنوات السابقة غائبًا مع ازدياد حالات الاختطاف والسلب والاعتداءات المتكررة، إذ سجّل اختطاف خمسة أشخاص على الأقل خلال حزيران الجاري، ثلاثة من بلدات المحافظة نفسها، إلى جانب تاجر دمشقي ومسن من محافظة درعا.
وتشير معظم الحوادث إلى أن عمليات الاختطاف في السويداء تتعلق بمعظمها بفديات مالية، في مؤشر إلى امتهان اللصوصية من قبل عصابات بعضها ينتمي إلى ميليشيات رديفة للنظام السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :