تترد في تركيا أصداء مختلفة عقب قرار محكمة إسطنبول الجنائية الحبس مدة 25 عامًا لأحد نواب حزب “الشعب الجمهوري” (CHP)، وهو حزب المعارضة الرئيسية، على خلفية قضية “صور شاحنات المخابرات المسربة”.
يلدريم: اركب القطار السريع
وكأول تعليق من الحكومة التركية، استنكر رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، ما سماه حزب المعارضة بـ “مسيرة العدالة”، التي تهدف للسير مشيًا على الأقدام مدة 24 يومًا لمسافة 404 كيلومترًا، بشكل متواصل من أنقرة إلى إسطنبول، لزيارة النائب المعتقل.
وقرر زعيم المعارضة الرئيسية، كمال قيليتشدار أوغلو، أمس الخميس 15 حزيران، إطلاق “مسيرة العدالة”، “انتصارًا للنائب المعتقل، أنس بربر أوغلو، وسعيًا لتحقيق العدالة”، وفق قوله.
وتعقيبًا على قرار زعيم المعارضة، قال يلدريم ساخرًا “لماذا يرهق نفسه في هذا الشهر الفضيل، والجو الحار؟ ليركب القطار السريع”، عوضًا عن السير من أنقرة إلى إسطنبول، وفق ترجمة عنب بلدي عن موقع “F5 Haber”.
وقال “علمت أنه ذاهب إلى إسطنبول إلى زيارة بربر أوغلو، يوجد قطار سريع أفضل له”.
واستنكر الرئيس المسيرة في تصريحه الأول، اليوم الجمعة، قائلًا أن “العدالة لا تحقق في الشوارع”.
وفي ذات السياق، نصح قيلتشدار أوغلو أن يستخدم طريق المحاكم، ومؤكدًا أن تركيا “بلد حقوق وقانون”.
وحكم على بربر أوغلو، بالسجن بتهمة أنه كان وراء تسريب صور الشاحنات من ملف النيابة العامة عبر “كرت الذاكرة”، إلى رئيس تحرير صحيفة “جمهورييت”، جان دوندار، التي نشرت الخبر في 29 أيار 2015، الأمر الذي اعتبرته الحكومة بمثابة “تهديدًا للأمن القومي، وخيانة للوطن”.
مواقف الأحزاب
وبينما تترد انتقادات واسعة من قبل حزب “العدالة والتنمية” الحاكم (AKP)، وحزب “الحركة القومية” (MHP)، لمسيرة “العدالة”، جاء الدعم من قبل حزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي (HDP).
فاجتمعت مجموعة من أنصار وأعضاء “الشعوب الديمقراطي”، اليوم أمام المحكمة الدستورية العليا (AYM)، منددين باعتقال بربر أوغلو، ورافعين لافتات كتلك التي يرفعها الحزب الجمهوري أثناء مسيرته، وكتب عليها كلمة “العدالة”.
دوندار لتعد إلى وطنك
وفيما تتبادل الأحزاب السياسية الانتقادات فيما بينها، انتقلت حمى التصريحات إلى الصحفيين، ودعا كاتب صحيفة “حرييت” أحمد هاكان، زميله دوندار، اللاعب الأساسي في قضية نشر الصور، للعودة إلى “حضن الوطن وتحمل مسؤولية خبره”.
وكان دوندار هرب إلى ألمانيا بعد أن أمرت المحكمة بسجنه لمدة خمسة سنوات وعشرة أشهر، على خلفية نشره لخبر صور الشاحنات، حيث اتهم الرئيس رجب طيب أردوغان بإرسال الأسلحة إلى “الجماعات الجهادية” في سوريا، الأمر الذي نفته الحكومة.
وقال هاكان في زاويته اليوم الجمعة تحت عنوان “ماذا على دوندار فعله؟”، “عليه أن يأتي، ويتحمل مسؤولية خبره، ويدلي بإفادته بما يتعلق ببربر أوغلو، ويبتعد عن لعب دور البطل من خارج البلاد”.