عنب بلدي – داريا
لازالت الجهود مستمرة في مدينة داريا لمحاسبة المتهمين بعملية الخطف التي حدثت الأسبوع الماضي، وسط جوٍّ من الحذر والتفكير برويَة قبل اتخاذ القرار الحاسم بشأن المتهمين.
وقد عقد يوم الجمعة 21 شباط اجتماعٌ دعا إليه كل من «أبو وائل» قائد لواء شهداء الإسلام، و «أبو سلمو» رئيس غرفة العمليات بشأن الحادثة المتعلقة بخطف عدد من قيادات المدينة وتعذيبهم، وحضر الاجتماع كل من قادة الألوية العاملة في المدينة ورئاسة المجلس المحلي وأعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء من المكاتب وعدد من المدنيين.
وافتتح أبو وائل كلامه باتهامه للمكلفين بمعالجة الأمر بالمماطلة وإعطاء وقت طويل للمتهمين، وأن البعض قام بالتواصل معهم من أجل التوصل إلى حل، وتكلم أن المداهنة والنفاق لا يفيد في هذه الظروف.
وأشار أبو وائل إلى أنه قام بـ «بادرة حسن نية» وأعطى الملازم أبو شاهين (أحد المطلوبين للمحكمة) الأمان، وسمح له بالحضور إلى كتيبة شهداء داريا ولم يتعرض له أحد بأذى.
بدوره تحدث أبو تيسير عن وجود أطراف متعددة في المدينة ولابد من توحيد الجهود تحت كيان واحد ومن ثم يتم الانتقال إلى المحاسبة.
وبعد نقاش حاد بين المجتمعين تقدم أبو مالك عيروط المقرب من المطلوبين بمبادرة تتضمن إحضارهم إلى اللجنة الموكلة بالقضية، وكانت نتائج لقائهم بالوفد الذي ذهب لإحضارهم «سلبية»، إذ طالب المتهمون بلجنة من داخل المدينة فقط من دون أن تضم أحد من المعضمية أو من لواء المقداد، واقترحوا ثلاث أسماء هم أبو محمد السقا وأبو جعفر وأبو الفاتح الديراني الذين يعرفون بخلافهم مع المجلس، فيما رفض المجتمعون تلك الأسماء بحجة أنه لا يمكن للمتهم أن يحدد القاضي.
وتمخض الاجتماع عن توكيل لجنة مكونة من خمسة أشخاص هم أبو جعفر الحمصي وأبو نذير وأبو زيد الكفرسوساني وأبو محمد السقا والدكتور حسام خشيني، وإعطاء المتهمين مهلة 24 ساعة لتسليم أنفسهم، وإن لم يسلموا أنفسهم سيتم إحضارهم بالقوة.
وتعهد أبو وائل وأنه لن يدفع الشباب إلى الموت، ولكن لابد من إحضار المطلوبين، منوهًا إلى استعمال القوّة بحقهم، وأكد أن التهم الموكلة إليهم هي القتل ومحاولة تسليم المدينة والتواصل مع قوات النظام.
في الجهة المقابلة صرّح أبو خليل الدباس قائد إحدى المجموعات المقاتلة في المدينة عبر إحدى مجموعات الفيسبوك عن اقتحام منزله من قبل عناصر لواء شهداء الإسلام بطريقة سيئة والعبث بمحتوياته معتبرهم «شبيحة اللواء»، وأنه اعتقل في ظروف سيئة لمدة 44 ساعة، ولم يوجه إليه تهمة محددة ولم يعرض على لجنة قضائية.
ويفيد مراسل عنب بلدي أن القيادات في داريا تحاول درء الفتنة وعدم تصعيد المواقف، وأكد البيان الصادر عن الألوية والمجلس أن المطلوبين فقط هم الأشخاص الخمسة الذين قادوا العملية وليس من معهم.
من جهته اتفق أبو خالد شعيب أحد عناصر الجيش الحر مع أبو شاهين، على أن يتم اعتقال أبو شاهين عند أبو خالد، مقابل أن يصدر بيانٌ يعلن فيه أن أبو شاهين سلم نفسه وليس له علاقة مع النظام، لكن هذه المبادرة قوبلت بالرفض، وأوضح أبو وائل أنه سيصدر بيانًا يوضح أن أبو شاهين سلّم نفسه فقط دون تبرئته قبل صدور الحكم، ما دعا أبو خالد إلى إطلاق سراحه قبل اكتمال التحقيق.
وأكد مراسل عنب بلدي في المدينة على إجماع داخل داريا على ضرورة محاسبة المخطئين، لكن المطلوبون يستغلون وعي القيادات العسكرية في المدينة والتزامها الديني وحرصها على استنفاد جميع طرق الإقناع والضغط وتجنب إراقة الدماء بكل السبل الممكنة. فيما واصل المطلوبون رفضهم لتسليم أنفسهم للّجنة رغم كل الضمانات التي قدمت لهم، ويختلقون لذلك ويضعون الأعذار ويحاولون فرض شروطهم.
ولم يثبت تعامل المطلوبين مع جيش النظام ولكن ممارساتهم أثناء عملية الخطف وبعدها تدل على ذلك ولا يمكن الجزم بذلك حتى يتم التثبت منه باكتمال التحقيق، يضيف المراسل.