على تخوم يبرود، الثوار يجبرون حزب الله وقوات الأسد على التراجع
عنب بلدي – العدد 105 – الأحد 23/2/2014
تصدّى مقاتلو المعارضة لحملة عنيفة شنتها قوات الأسد وعناصر حزب الله اللبناني على مدينة يبرود خلال الأيام العشرة الأخيرة، مكبدين هذه القوات خسائر كبيرة قدرت ب ـ300 قتيل، بينما عمدت قوات الأسد لقصف المنطقة بالبراميل، في ظل تحذيرات من «انتقام» النظام بقصف المنطقة بالكيماوي.
وأكد المركز الإعلامي السوري في القلمون أن مقاتلي حزب الله مدعومين بعناصر من قوات الأسد لم يستطيعوا إحراز أي تقدم إلى يبرود، بل بدأت هذه القوات بالتراجع، مشيرًا إلى خسائر كبيرة في صفوف حزب الله ومقاتلي الأسد قدرها عامر القلموني المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية بـ 300 قتيل، وثق المركز قائمة منها بأكثر من 60 قياديًا في الحزب فضلًا عن عشرات الآليات المدمرة.
كما أفاد المركز بأن قوات الأسد لجأت لقصف مدفعي طال يبرود ورأس المعرة وأطراف تلفيتا وقرية إفرة وعدرا، إضافة لاستخدام البراميل المتفجرة وغارات الطيران الحربي المتكررة على مدار الأسبوع الماضي بعد إخفاق الخطة الرامية إلى السيطرة على المنطقة الاستراتيجية، ما أسفر عن قتلى وجرحى إضافة لحرائق ودمار هائل في البنية التحتية بحسب ناشطين، إضافة لقطع الاتصالات عن المنطقة بشكل كامل.
رقعة المواجهات بدأت تمتد إلى بلدة السحل القريبة من يبرود والتي يحمل مقاتلوها أسلحة نوعية اغتنموها مسبقًا من مستودعات مهين، وفي الأيام الثلاثة الأخيرة عمد الثوار إلى فتح جبهتين جديدتين هما النبك والرحيبة، من أجل التخفيف على الجبهات الأخرى، وقد أثارت هذه الخطوة مخاوف النظام من اتساع طول الجبهة، ما أدى إلى سحب معظم قواته من جبهات يبرود.
وفي سياق متصل توقع عامر القلموني استخدام قوات الأسد لأسلحة غير تقليدية في المعركة، إذ صرح لوكالة الأناضول بإن «قوات النظام السوري قد تلجأ لاستخدام أسلحة كيميائية أو غازات سامة أو غيرها من الأسلحة غير التقليدية في معركتها في يبرود مثلما استخدمتها سابقًا في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق آب الماضي».
ولفت القلموني إلى أن النظام «لا يردعه أي رادع ديني أو أخلاقي، كما أنه اعتاد على استخدام الأسلحة الكيميائية والغازات السامة خلال السنوات الثلاث الماضية، واكتفى المجتمع الدولي بالعمل على سحب جزء من «سلاح الجريمة»، ومع ذلك لا يزال النظام السوري يماطل في تسليمه.
في المقابل أعلنت قوات الأسد سيطرتها على تلة «سن المارون» مساء الأربعاء 19 شباط، وهي عبارة عن مرتفع صخري يشرف على مدينة يبرود بشكل مباشر إثر «كمين محكم»، في حين نقل موقع قناة «المنار» المقرب من الحزب عن مصادر ميدانية أن «لا خطة موضوعة حاليًا لاقتحام يبرود»، بعد أن روّجت إعلام النظام على مدار الأسبوعين الماضيين لاقتحامها وانتصارات وهمية فيها، رافقتها أغاني حماسية ذات طابع طائفي.
وتعد يبرود منطقة استراتيجية لنظام الأسد من أجل تأمين الطريق إلى المناطق الساحلية في طرطوس واللاذقية حيث يكثر مناصروه وتشكل طريق إمداد إلى العاصمة دمشق، في حين تكمن أهميتها بالنسبة لمقاتلي المعارضة كمواقع خلفية لمقاتلي حمص والغوطة الشرقية، وممر للإمدادات عبر الحدود اللبنانية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :