عنب بلدي – العدد 105 – الأحد 23/2/2014
وبعد تهديد من وزير الدفاع أسعد مصطفى بالاستقالة مالم يعزل إدريس، عُيّن رئيس المجلس العسكري في محافظة القنيطرة العميد عبد الإله البشير النعيمي في منصب رئاسة الأركان خلفًا لإدريس، وعلّق العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر بأن قرار الإقالة متصلٌ باقتحام الجبهة الإسلامية لمقر ومخزن هيئة أركان الجيش الحر منذ ثلاثة أشهر.
وأوضح سعد الدين، في حديث لقناة «العربية» أنه اللواء إدريس لم ينجح في إعادة هيكلة الجيش ولا استرجاع سلاحه المنهوب، كاشفًا عن «ضغوطات أميركية» لكي لا يتم تغيير إدريس، وأضاف أن بعض الجهات هددت الجيش الحر بمنع السلاح عنه حال تمت إقالة إدريس.
وأوضح سعد الدين أن العميد عبد الإله البشير الذي عيّن خلفًا لإدريس «مجاز وله خبرة عسكرية وهو متواجد على الأرض»، مشيرًا إلى وجود «كادر عسكري وعلمي يسانده في مهمته».
وتحدث عن «خطة متكاملة» يعدها وزير الدفاع أسعد مصطفى، تهدف لإعادة هيكلة المعارضة المسلحة واستقطاب الضباط.
من جانبه أعلن اللواء سليم إدريس –رئيس الأركان المقال- رفضه قرار إقالته، وتلا إدريس بيانًا مصورًا برفقة عدد من قيادات الجيش الحر وقال «بعض أطراف المعارضة السياسية والعسكرية تقوم باتخاذ تدابير ينبع أغلبها من مصالح فردية وشخصية.»
وأوضح إدريس أن المجتمعين قرروا «فك الارتباط مع مجلس الثلاثين ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة كون قراراتهم ارتجالية وفردية وباطلة شرعا وقانونًا»، مؤكدًا أن «كل ما يصدر عنهم لا يعنينا على الإطلاق».
وفي مقابلة مع قناة «BBC» وجّه إدريس انتقادات لاذعة لرئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، ووصفه بأنه «ديكتاتور جديد للثورة السورية».
وشدّد على أنه لا يعترف بشرعية القرارات الصادرة عن وزير الدفاع أسعد مصطفى، ووصفه بأنه «رجلٌ فاسد جاء لينفذ مشروع فساد من أيام النظام بإيحاء من الجربا». وأكد أن قادة الجبهات والمجالس العسكرية على الأرض لا تعتبر إلا أياه رئيسًا للأركان.
كما نفى إدريس انشغاله بالسياسة عن القتال وعن العمل العسكري قائلًا إنه يذهب للدول الداعمة للجيش السوري الحر طلبًا للعون والمدد.
وكشف مصدر من داخل الائتلاف لعنب بلدي أن قرار الإقالة يتعلق بمحاولات من رئاسة الائتلاف للسيطرة على قرارات الهيئة العامة التي يشكل ممثلو الحر فيها 15 صوتًا.
ويعتبر الغرب الجيش الحر الجهة الأكثر «اعتدالًا» بين فصائل المعارضة، لكن نفوذ الحر تراجع خلال العام الماضي، لصالح جماعات إسلامية معتدلة كالجبهة الإسلامية وأخرى متطرفة كتنظيم «الدولة الإسلامية».
ويعود الفضل للواء إدريس -الذي ترأس هيئة الأركان أواخر 2012- في تطوير الجيش الحر وتنظيم وحداته، حيث أعاد ترتيبه وعمل على تسليحه وتدريبه، وحسّن اللواء العلاقات العسكرية للجيش الحر مع عدة جهات، خاصة مع السعودية والإمارات وقطر، كما أدخل الجيش الحر في منظومة المعارضة مع المجلس وهيئة الأركان والائتلاف الوطني السوري.