التعليم العالي في سوريا المحررة بديل جامعي في الغوطة الشرقية
سامح اليوسف – ريف دمشق
بعد أن أنهى المجمع التعليمي في الغوطة الشرقية امتحانات الشهادة الثانوية لطلاب الغوطة الشرقية، والتي نالت الاعتراف الدولي ودعمت من قبل الهيئة الوطنية للتربية والتعليم التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، جاء السؤال ماذا بعد التعليم الثانوي؟
جاءت الإجابة من المجمع التعليمي نفسه الذي أنشأ المعاهد المتوسطة لتأمين تعليم شبه جامعي للطلاب الناجحين والمستوفين لشروط المفاضلة التي طرحتها المعاهد.
وفي تصريح لعنب بلدي، قال مدير المعاهد المتوسطة، التابعة للمجمع التعليمي، إن المعاهد تحوي الآن 265 طالبًا وطالبة من جميع أنحاء الغوطة، وإن المعاهد تحوي تسعة اختصاصات هي معهد الرياضيات، ومعهد الفيزياء، ومعهد العلوم الطبيعية، وثلاثة معاهد للغات، هي العربية والإنكليزية والفرنسية، ومعهد العلوم الشرعية، ومعهد إعداد مدرسين (معلم صف)، ومعهد إدارة أعمال، إضافة إلى أن إدارة المعاهد تتطلع لافتتاح أقسام جديدة، على رأسها القسم الطبي والقسم الإعلامي، وإن الفكرة منطلقة أكثر نحو إنشاء جامعات متكاملة أو مراسلة جامعات افتراضية في الدول الداعمة للثورة، وتسعى لتأمين دعم أكبر للمجمع.
وأوضح رئيس دائرة شؤون الطلاب في المعاهد، محمد أبو محمود، أن كادر التدريس يحوي عددًا من حملة شهادات الدكتوراه والماجستير وبعض الشهادات الجامعية الحائزة على شهادة دبلوم تأهيل من أصحاب خبرة عشر سنوات على الأقل.
ونوه أبو محمود أيضًا إلى أن المعاهد تقدم خدماتها للطلاب مجانًا، مع تأمين الموصلات للمدرسين والطلاب القاطنين في مناطق بعيدة في الغوطة الشرقية، وأن المعاهد، التي تؤمن مستلزماتها ودعمها المادي بصعوبة من بعض المؤسسات الثورية المدنية في الغوطة، لم تتلق دعمًا كافيًا لحد الآن.
تلك الخطوة لاقت ترحيبًا كبيرًا لدى الكثيرين من الطلاب والأهالي، مع معارضة البعض من جهة أخرى.
الطالبة مريم، من قسم اللغة العربية، تقول إن إيجاد ذلك المشروع في وقت يمارس نظام الأسد أقسى أنواع الحصار على الغوطة هو «إبداع» بذاته. وقال والد أحد الطلاب، الذين التقتهم عنب بلدي، إن فكرة التعليم الجامعي في الغوطة هي أكبر تحد للنظام الذي يريد ممارسة سياسة التجهيل بين كل معارضيه أو في المناطق الخارجة عن سيطرته.
لكن الأستاذ أسامة أبو مصطفى، وهو معلم ومختص بمادة العلوم الطبيعة، والمنعزل عن العملية التربوية والملتحق بإحدى فصائل الجيش الحر، يرى أنه ليس من المناسب افتتاح هكذا مشروع في وقت عصيب من عمر الثورة السورية، وإن العملية التعليمية، على أهميتها، يجب أن تتوقف في مثل هكذا ظروف غير مسبوقة تمر على البلاد.
آراء كثيرة ومتنوعة اطلعنا عيها أثناء إعداد التقرير، تشيد معظمها بأهمية هذا المشروع، كخطوة في بداية الطريق لتأمين كوادر علمية وتدريسية لسوريا المحررة.
يذكر أن المعاهد قد بدأت بسنتها الأولى في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وهي تستعد الآن لإجراء امتحانات الفصل الأول من السنة الأولى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :