أحمد الشامي
زار «نتنياهو» مشفىً ميدانيًا في الجولان المحتل خصصه العدو اﻹسرائيلي لمعالجة الجرحى السوريين، وقارن بين موقف بلاده من السوريين المتألمين ومساهمتها في تخفيف عذاباتهم وبين اﻷسد الذي يتسبب بهذه العذابات. فات «نتنياهو» أن يذكر أن نظام اﻷسد هو، في النهاية، أجير لدى حكومته مكلف «بضب» الشعب السوري وكسر هامته.
مع أن «إسرائيل» هي أحد أهم رعاة الأسد، لكن هذا لا ينفي أن المسؤولية اﻷكبر للقتل هي على عاتق النظام اﻷسدي الذي اختار، من أجل ضمان نجاح مهمته في حماية إسرائيل، أن يضحّي بحياة وحقوق السوريين.
إسرائيل تتوقع من نظام اﻷسد أن يؤدي لها خدمات مدفوعة لحماية حدودها وتحقيق مصالحها، ولا يهمها الكيفية التي تتم بها تأدية هذه المهام. هكذا نرى عدة طرق للتعاون مع إسرائيل. اﻷردن اختار الطريق «اﻷخوي» لحماية جاره العبري، في حين اختار المصريون طريق «كامب ديفيد» واختار حزب «نصر الله» طريق «حرب تموز» من أجل الوصول لاتفاق فصل على «سنة» اﻷسد.
هل ننتظر من إسرائيل أن تحمينا أو أن «تدير بالها» على مصالحنا؟ ما هكذا تسير اﻷمور في غابة السياسة الدولية. إسرائيل «عدو» والتعامل مع العدو له شروط وأصول فإما توخي المواجهة حين تكون موازين القوى لصالحنا أو بناء القوة واستنزاف العدو بما يسمح بالنصر أو بالوصول لاتفاق سلام عادل. غالبًا ما ينتهي أعداء الماضي غلى التعايش السلمي وفق مبادئ القانون الدولي وشرعة حقوق اﻹنسان، مثل ألمانيا وفرنسا.
ما الفرق إذًا بين العدو اﻹسرائيلي والعدو اﻷسدي؟
الفرق هائل، فإسرائيل «عدو» معلن وما من عاقل يعتبرها صديقًا، ومآل العلاقة معها هو إما الحرب أو السلام العادل الذي يحفظ الحقوق، في حين أن اﻷسد ونظامه هم «خونة» ولا مجال معهم لغير السيف.
العدو معلوم، أما الخائن فحكمه هو حكم «بني قريظة» الذين لم يفعلوا عشر معشار ما فعلته عصابة الأسد من جرائم.
المقارنة بين نتنياهو واﻷسد لا تجوز، فاﻷول يعمل لمصلحة شعبه في مواجهة «عدو» هو الشعب السوري، أما اﻷسد فهو «خائن» يعمل لصالح العدو ضد شعبه وحتى ضد طائفته وشتان بين الاثنين.