عنب بلدي – العدد 105 – الأحد 23/2/2014
يعتبر التعليم والتربية من أكثر القطاعات المتضررة من الأزمة في سوريا، وبشكل خاص فإن الأطفال هم أكثر من حرم من العملية التعليمية في المدارس بسبب انعدام عامل الأمن، وتضرر الكثير من البنى التعليمية التحتية وأهمها المدارس. ولم يكن الاهتمام بتعليم الأطفال على سلم أولويات المعارضة السورية أو حتى المنظمات الدولية والمحلية بسبب توجه معظم المساعدات الإنسانية إلى الجانب الإغاثي ومعالجة الجرحى. لكن هذه المؤسسات بدأت تدرك خطورة عدم تعليم أطفال سوريا على مستقبل أجيال كاملة، فمع تشكيل الحكومة السورية المؤقتة في تشرين الثاني من العام الماضي 2013 تم تخصيص حقيبة خاصة بالتعليم لمتابعة ملف الطلاب والعملية التربوية وإدارتها.
ومن أهم أدوات ووسائل العملية التعلمية هو الكتاب المدرسي، الذي اختفى في المناطق المحررة، ولكن في خطوة جديدة من نوعها قامت وزارة التربية في الحكومة المؤقتة بالعمل على توفير الكتاب المدرسي من خلال قيامها بطباعة مليوني كتاب مدرسي لكافة المراحل الدراسية، ليبلغ عدد الطلاب المتوقع أن يحصلوا على الكتاب المدرسي خلال أسبوع ما يقارب مئتي ألف طالب حسب تصريح مستشار رئيس الحكومة للتربية والتعليم عبد الرحمن الحاج. أما عن التوزيع الجغرافي للمطبوعات فقد أضاف المستشار الحاج بأن التوزيع سيكون مجانيًا، وسيشمل الطلاب داخل وخارج سوريا، بحيث توزع نسبة 80% من الكتب على الطلاب في المناطق المحررة، في حين تبلغ حصة الطلاب اللاجئين في الدول المجاورة نسبة 20%.
ومشروع طباعة الكتاب المدرسي هو عبارة عن فكرة انطلقت بمبادرة الهيئة الوطنية للتربية والتعليم العالي التابعة للائتلاف الوطني، وقد تم إنجاز الفكرة والمشروع بالتعاون مع الحكومة السورية المؤقتة وبتمويل من وحدة تنسيق الدعم. وتخطط الحكومة لطباعة ثلاثين مليون كتاب تكون جاهزة مع بداية العام الدراسي القادم.
أما عن المحتوى العلمي للكتب فقد تم تعديل المنهاج السوري القديم دون المساس بالنواحي العلمية، وإنما تم فقط تنقيح المنهج بحذف كل أشكال التسييس التي إضافها نظام الأسد على الكتاب المدرسي. وقد قامت بعملية المراجعة والتنقيح لجنة علمية متخصصة مؤلفة من مجموعة من الخبراء والاختصاصيين من كافة التخصصات، بالإضافة إلى خبراء في علم النفس. وعملت اللجنة على مدى شهرين متتابعين لإنهاء العمل.
يذكر أن عدد المدارس المدمرة بفعل الصراع في سوريا يقدر 2994 مدرسة حسب إحصائيات وزارة التربية في تموز2013، إلى جانب استخدام 683 مدرسة كمراكز إيواء للنازحين داخليًا. ويقدر معدل التسرب المدرسي الذي يعتبر من أهم المؤشرات لقياس أزمة التعليم بـ 31.7% خلال عامي 2011-2012 وارتفعت نسبة التسرب إلى 46.2% في الربع الأول للعام 2013 لتصل إلى نسبة 49% في الربع الثاني لعام 2013، ما يعني أن قرابة نصف أطفال سوريا أصبحوا خارج العملية التعليمية.