“أنا من دونك ولا شي”
“الغوطة واحد”.. لردم الفجوة بين قطاعاتها
عنب بلدي – الغوطة الشرقية
“بإيدي وإيدك منعمرها.. غوطتنا إلي وإلك.. أنا من دونك ولا شي كلنا واحد”، رسالةٌ حملها ناشطون من الغوطة الشرقية، إلى الأهالي المتوزعين بين قطاعات فرضها الاقتتال الأخير، ضمن صرر تضمنت إفطارًا رمزيًا.
“تمر وسكاكر وماسورة عطر وعصير ورسالة”، وزعها المتطوعون في حملة “الغوطة واحد”
بدأ الاقتتال نهاية نيسان الماضي، بين فصيلين رئيسيين هما “جيش الإسلام” و”جبهة النصرة” المنضوية في “هيئة تحرير الشام”، وهدف “الجيش” إلى استئصال الفصيل.لكن الأمور تشعبت وتعمّق الخلاف بدخول “فيلق الرحمن” على الخط، واعتباره هجوم الجيش “اعتداءً”. |
الشبابية، الأربعاء والخميس 7 و8 حزيران، بهدف توطيد العلاقات بين أهالي الغوطة، في ظل مشاكل انعكست سلبًا على حياة الناس، وقسّمت المنطقة إلى قطاعات يصعُب التنقل بينها.
وتنقل حوالي 20 متطوعًا ومتطوعة بسيارات “الدفاع المدني”، بين دوما والقطاع الأوسط وبالعكس، حاملين شعار الحملة، وتقول بيان ريحان، رئيسة مكتب المرأة في مجلس دوما المحلي، إنها تطوّعت كناشطة من الغوطة بعيدًا عن أي منصب وظيفي كما جميع المشاركين.
“نتنقّل أنا وزملائي بشكل دوري من دوما إلى القطاع الأوسط، وعايشنا مشاكل وردود فعل الكراهية الأهلية”، تضيف ريحان لعنب بلدي، معتبرة أنها “تغذّت بالإشاعات التي انتشرت بين المواطنين حول الاقتتال، والتي لا أساس لها من الصحة”.
ورسخ الاقتتال صورًا نمطية عن الأهالي في مناطق نفوذ الفصائل المتحاربة، رغم أن المدنيين كانوا الضحية الأكبر للاشتباكات في الجانبين.
وناقش الناشطون ما يستطيعون تقديمه للغوطة في هذه الأيام الحرجة، مركزين على العمل المدني، وتشير ريحان إلى أن الهدف الأساسي “إيصال رسالة للأهالي بأنه لسنا على علاقة في الاقتتال ولا مع أي طرف من العسكر على حساب آخر”.
واختير أشخاص “توافقيون” للحملة، بحسب الناشطة، التي قالت إن “جميع المشاركين، وعددهم 30 شخصًا، ليس لهم علاقة بالعسكر لا من قريب ولا بعيد”.
450 صرة وزعت خلال اليومين قبل أذان المغرب، وتقول الناشطة بتول عمريت، المتطوعة في “الغوطة واحد”، إن اللقاء كان في ساحة كفربطنا، “وواجهنا بعض الصعوبات والمضايقات من الأهالي هناك”.
وتشير عمريت إلى أن التوزيع شمل مناطق مختلفة من سقبا، مردفةً لعنب بلدي “وزعنا الصرر بهدوء للأطفال والكبار، ولمسنا سعادة الأهالي هناك”.
بينما يلفت المتطوع شادي العبد الله إلى “عشوائية في العمل”، واجهها الفريق في كفربطنا، مؤكدًا “وزعنا في معظم أنحاء سقبا وعلى الجرحى في إحدى المستشفيات، وكان تركيزنا على ضرورة قراءة الرسالة من جميع المستفيدين”.
أصابت لعنة النزوح الداخلي العديد من أهالي الغوطة، وخاصة بلدة حزّة، وخطوط المواجهات بين الفصائل، في أطراف مديرا والأشعري، ما أثر على معظم القطاعات ومنها التعليمي والصحي.
وتعيش مدن وبلدات الغوطة الشرقية اليوم هدوءًا “ثقيلًا”، مع انخفاض وتيرة الاقتتال بين الفصائل، واستمرار قطع الطرقات وحالات القنص والاشتباكات المتقطعة في عموم الغوطة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :