عبر منظار اللغة.. لمَ يبدو العالم مختلفًا بلغات أخرى؟

  • 2017/06/11
  • 3:03 م

لـ غاي دويتشر

إذا علمت بوجود لغات حيّة لا يفرق ناطقوها بين اللونين الأخضر والأزرق، فهل تظنّ أن طريقة رؤيتهم للأشياء مختلفة؟ وهل يشير ذلك إلى تخلّف وظائف البصر لديهم؟ ماذا عن شعوب ليس لديها جهات (يمين ويسار)، كيف يمكن أن يتحدث ناطقوها عن الجهات؟

في قرابة 320 صفحة، يطرح الكاتب غاي دويتشر عشرات الأمثلة المشابهة، في بحث عن إجابة لسؤال الكتاب الرئيسيّ “لماذا يبدو الواقع مختلفًا بلغات أخرى؟”، وذلك من خلال التعريج على دراسات وموارد عديدة، من بينها أعمال الشاعر هوميروس والتباس إدراك الألوان فيها، ونظام الجهات الذي يعتمده سكان أستراليا الأصليين في لغتهم وحياتهم، واختلاف درجات اللون الأزرق في روسيا، والإدراك اللوني المبهم ما بين اللون الأخضر والأزرق عند اليابانيين، إضافة إلى تقسيم الأشياء وفق الجنس في بعض اللغات.

من خلال كل هذه الأبحاث والأمثلة، يتحدث دويتشر عن كون اللغة مرآة للطبيعة البشرية وثقافة الشعوب، وتأثيرها على طريقة تفكيرهم، بساطةً أو تعقيدًا، تنظيمًا أو فوضوية، فالنظر إلى أمر ما على أنه فطريّ ومنطقي، نابع من اعتيادنا عليه.

ينقسم الكتاب إلى جزأين، في أولهما يحاول دويتشر الإثبات أن تأثير اللغة على إدراك الفرد لا يتم بشكل مجرد عن الثقافة والتقاليد.

في ثاني أجزاء الكتاب، يناقش من خلال أمثلة تأثير اللغات الأم على جوانب من الفهم والتفكير، مثل الإحداثيات المكانية وحس الاتجاه والمفردات التي نستخدمها في وصفها، والجندر النحويّ (التذكير والتأنيث) وتأثيره على طريقة وصفنا للأشياء، إضافة للألوان واختلاف إدراكها.

الكتاب يغيّر من نظرتك للغة، وحجم تأثيرها على كيفية تفكيرك وجوانب حياتك.

تُرجم الكتاب بإتقان من قبل المترجمة حنان مظفر، وهو من نشر المجلس الوطني للثقافة والفنون بالكويت عام 2010.

اقتباس من الكتاب

تعجز بعض اللغات عن التعبير عن أفكار معقدة لفقدانها قواعد نحوٍ منطقية بما فيه الكفاية. بعكس الألمانية مثلًا، التي تعد وسيلة مثالية لتشكيل أعمق وأدق الأفكار الفلسفية، لكونها لغة منظمة بشكل ملحوظ، تنظيمًا قد يكون السبب في كون الشعب الألماني شعبًا منظمًا فكريًا.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب