الإسلام السياسي والمعركة القادمة
عنب بلدي – العدد 105 – الأحد 23/2/2014
يركز د. مصطفى محمود في كتابه «الإسلام السياسي والمعركة القادمة» على فكرة أن الإسلام السياسي دعوة مرادها توصيل المنهج الإسلامي في بساطته وشموله إلى الذين يظنون أن الإسلام لا يتعدّى كونه شعائر، ناسين أو متناسين أنه أخلاق ومشاركة في صنع القرار من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو منهج حياة لا يمكن لنا أن نعتقله في صومعة المساجد، بل يجب أن يخرج منها إلى الحياة اليومية بكل تفاصيلها.
تناول الكاتب موضوعه من خلال تركيزه على الفصول التالية: لا تقولوا الديمقراطية كفر، الإسلام السياسي، الفتنة الكبرى، المستضعفون في الأرض، يوم الحشر، الحقيقة واضحة كالنهار، سقوط مصداقية أمريكا، اللعب بالنار، حرب الخليج وكتاب هيكل، عن الحزب الناصري، مشكلة التعليم، مصر في القرآن، أنقذوا الأرض، الجنة وكلام المفسرين.
يدعو الكاتب إلى التفكر بثلاثية (اقرأ، قل هو الله أحد، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) مع العلم أن الإسلام دين الحريات وليس الإرهاب، لنجد في الوقت الراهن أن الغالبية قوقعوا أنفسهم في آية الحجاب مثلًا فجعلوها نقابًا وقفازًا لكل حركاتهم، وكذلك جلسوا ينتظرون ربًا بيده أرزاقهم دونما عمل، متناسين أن الله يرزق من يعمل لا من يمد يديه للسماء دونما حركة.
يطرح الكاتب عدة أمثلة ليؤكد أن الإسلام يركز على رؤوس البشر وأفكارهم، فالله أراد للإسلام أن يكون ظاهرًا على الأرض، وليس محصورًا بالفرد، فمهمة كل واحد فينا تتجاوز ذاته، ليصلح بيئته، وقد طرح مفهوم الفتنة الكبرى اليوم، وقصة الحصار المعروفة في سراييفو، وموقف الأمم المتحدة منها ومن الحكومات العربية، ودور إسرائيل وأمريكا والغرب فيما يحصل، وركز أن هدف الإسلام الوحدة وليس الانقسام إلى فئات، وسيؤلف بين قلوبنا جميعًا إن أخذنا بالأسباب.
يرى الكاتب أن الإسلام يدعو إلى صناعة رأي عام إسلامي مؤثر، وصولًا إلى كلمة سواء، وليس صناعة انقلابات عسكرية، وأن الحل السياسي مقدم على الحل العسكري، فهاهو الغرب اليوم يعقد اجتماعات و «لوبي» ويحشد الإعلام بكل وسائله للتأثير في القرار العام، وهم بذات الوقت يدّعون أنهم لا يعادون دين الإسلام، وهم يقصدون أنهم ليسوا ضد الإسلام المقتصر على الشعائر دونما التركيز على شق شارع ثقافي يلغي العبودية لهم، ويؤسس لحكومات عربية تحكم بدين الإسلام الذي يخطئ الحاكم فيه ويصوّب له الشعب في ظل نظام شورى يتخلله الاجتهاد دونما ادّعائهم بأننا رهائن النص دونما أن نحكّم عقولنا لما يستجد في زماننا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :