بعض الناس لديهم أمراض مزمنة ويتناولون الأدوية بشكل مستمر ويومي، وهناك مرضى يتناولون أدوية بجرعات متعددة وفترات متقاربة (أكثر من جرعتين في اليوم)، ويشكل تناول الأدوية في رمضان معضلة أمام كل هؤلاء، فهذا يتطلب تغييرًا في نظام تناول الأدوية تحت إشراف الطبيب المعالج، ولكن وللأسف فإن هناك الكثير من المرضى يغيرون علاجاتهم في رمضان من تلقاء أنفسهم، وبعضهم يأخذ العلاج كله دفعة واحدة عند الإفطار، وهذا خطير جدًا، فتوقيت أخذ الدواء مهم كأهمية كمية الجرعة، إذ قد يكون لجرعة الدواء المضاعفة تأثير سمي، إضافة إلى أنه لكل دواء عمر محدد، وينتهي مفعوله خلال وقت معين حتى لو تمت مضاعفة الجرعة، وبالتالي فإن الجرعة المضاعفة لن تفي بالغرض، وكذلك فإن توقيت أخد الدواء بالنسبة للطعام مهم في كثير من الأحيان، فتناول بعض الأدوية بعد الطعام أو قبله ينقص أو يبطل من فعاليتها وقد يزيد هذه الفعالية بشكل مفرط..
لذلك من الواجب على المريض إخبار طبيبه بصيامه ليصف له الجرعة والتوقيت المناسب لأخذ الدواء، وعلى المرضى المزمنين مراجعة أطبائهم لتعديل نظام تناولهم للأدوية بما يتناسب مع أوقات الصيام.
وبشكل عام، هناك بعض القواعد العامة في تناول الأدوية في رمضان:
فبالنسبة للأدوية التي يتم تناولها بجرعة واحدة يوميًا لا توجد مشكلة، ولكن يفضل استشارة الطبيب في حال تم تغيير توقيت هذه الجرعة من ساعات النهار إلى ما بعد الإفطار.
والأدوية التي يتم تناولها على جرعتين أيضًا تدبيرها سهل، بتناول إحدى الجرعتين عند الإفطار والأخرى عند السحور بعد استشارة الطبيب.
إلا أن الصعوبة تكمن في الأدوية التي تؤخذ على ثلاث جرعات أو أكثر، وهنا يجب مراجعة الطبيب، ربما لإيجاد دواء بديل، أو تناول الجرعات في الوقت بين الإفطار ومنتصف الليل والسحور، أو إعطاء شكل دوائي آخر، كاستبدال الأقراص بالحقن العضلية مثلًا.
علمًا أن هناك طرقًا لإعطاء الأدوية عليها شبه إجماع أنها لا تبطل الصيام، ومنها:
قطرات العين والأذن.
المراهم الجلدية.
التحاميل والغسولات المهبلية.
الحقن خلال الجلد والعضلات والمفاصل والأوردة باستثناء التغذية الوريدية.
بخاخات الربو.
الأكسجين، والغاز المخدر.
غسول الفم (شرط التأكد من عدم ابتلاعه).
الأقراص تحت اللسان (شرط عدم ابتلاعها).
وهناك موافقة بالأغلبية لكنها لم تصل حد الإجماع على مجموعة أخرى من طرق إعطاء الأدوية أنها لا تفطر الصائم، منها:
قطرات الأنف ورذاذ الأنف والمناشق.
العمليات الجراحية التي تتطلب تخديرًا عامًا في حال رغبة المريض بالصيام.
أخيرًا نعود ونؤكد أن الطبيب هو الوحيد القادر على اختيار توقيت الجرعة وطريقة الإعطاء المناسبة لكل مريض.
–