عنب بلدي – العدد 104 – الأحد 16/2/2014
وتقدم ثوار حماة على أكثر من جبهة في الريف الشمالي للمحافظة، حيث حافظت الكتائب على المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا إضافة لتحريرها كتيبة الدبابات الواقعة شمال مدينة مورك وحاجز المداجن الملاصق لها يوم الاثنين 10 شباط. كما أحكم كلًا من حركة «أحرار الشام الإسلامية» ولواء «جند الأقصى» قبضتهما على قرية معان التي تعتبر بوابة الريف الشرقي لحماة من جهة الطريق الدولي (حماة-حلب).
وقد لاقت السيطرة على معان -التي يقطنها سكان علويون- صدىً واسعًا في وسائل الإعلام العربية والدولية، إذ اتهم النظام عبر بيان للقيادة العامة للجيش أعدادًا كبيرة ممن وصفهم بـ «الإرهابيين» أنهم هاجموا القرية مستخدمين مختلف أنواع الأسلحة، و»قاموا بنهب المنازل وحرقها وهدم بعضها وتهجير جميع سكانها»، كما طالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإدانة «صارمة وعاجلة للمجزرة»، معتبرة أن هذه «هي لحظة الحقيقة والشفافية وتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب».
عنب بلدي التقت «أبو حسن» القائد الميداني في لواء الإيمان من حركة أحرار الشام الإسلامية، الذي تحدث عن مجريات المعركة: «حاصرنا البلدة من ثلاثة محاور فاسحين المجال للمدنيين للانسحاب من المحور الغربي، ثم استمرت الاشتباكات 24 ساعة، ولدى اقتحامنا للبلدة، اكتشفنا بأنها تمثل قاعدة عسكرية، حيث نشرت قوات الأسد الرشاشات على معظم أسطح منازل القرية»، مؤكدًا على أن مقاتلي المعارضة حاصروا «داخل البلدة 30 عنصرًا من قوات النظام بينهم 6 نساء مقاتلات في (جيش الدفاع الوطني) رفضوا تسليم أنفسهم مما اضطرنا للقضاء عليهم».
وردّ أبو حسن على ادعاء النظام بأن الثوار قتلوا المدنيين والأطفال على أساسٍ مذهبي، بالقول «سلاح الثوار للدفاع عن المدنيين دون النظر إلى الطوائف فنحن نريد الحرية والكرامة، وقد قمنا بحماية الأهالي وإجلائهم لمناطق آمنة من براميل النظام»، وهذا ما أكده التقرير المرئي التي أصدرته حركة أحرار الشام الإسلامية وتضمن لقاءً مع أحد نساء بلدة معان.
المجلس العسكري في حماة صرح بدوره في بيان توضيحي له بخصوص معركة معان أصدره يوم الثلاثاء 11 شباط بأن «الكتائب والألوية المشاركة في تحرير قرية معان تحرص على حماية المدنيين وضمان سلامتهم، ولذلك تركت ممرًا آمنًا لهم للخروج عبره إلى القرى المجاورة»، وأكد البيان أن النظام قصف القرية بطائراته الحربية حيث سجل سقوط برميل متفجر على أحد المنازل أودى بحياة (21) قتيلًا «جميعهم من الطائفة العلوية»، سارعت بعدها وسائل إعلام النظام بـ «تلفيق ما حصل ونسبه للثوار».
وقد تحدث العميد «أحمد بري» رئيس المجلس العسكري في حماة لعنب بلدي عن طبيعة معان «تحولت بلدة معان منذ الإعلان عن معركة الجسد الواحد في أيار 2013 إلى معسكر كبير لقوات النظام حيث أصبحت مدارسها مركزًا لقوات النظام ومستودعات للذخيرة والأسلحة، وجُنّد معظم شباب القرية تحت اسم جيش الدفاع الوطني»، كما نوّه العميد إلى أن «إعلام النظام يقوم بنشر صور لمذابح ارتكبتها عناصره في الحولة بريف حمص وفي ريف دمشق ويروج لها على أنها في قرية معان، وإن كان النظام يملك الأدلة فلينشر ما لديه من صور على أن تكون في معان وليست ملفقة».
وتأتي هذه الاتهامات في ظل التخبط في صفوف قوات الأسد في المنطقة الوسطى، وخاصة في الريف الشمالي لحماة، حيث عُزِل قائد الحملة العسكرية على المنطقة الشمالية للمحافظة «العقيد آصف» من مهامه، وهو من قرية ديرالشميل بحسب المرصد الموحد في الريف الشمالي لحماة.