ابتكار في طور التجربة
عربة طاقة متنقلة تُوفّر المياه لمدارس الغوطة
عنب بلدي – الغوطة الشرقية
تتنقل عربة بإطاراتٍ بسيطة وهيكل حديدي يحمل ألواح طاقة شمسية، وبطاريات ورافع جهد (إنفيرتر)، بين أحياء مدينة دوما في الغوطة الشرقية، لتأمين المياه للمدارس أو المنشآت التي تحتاجها، كأداة مبتكرة لهذا الغرض.
انتهى المهندس الميكانيكي سعيد أحمد، رئيس مكتب المياه في المجلس المحلي لمدينة دوما، من ابتكار عربة الطاقة الشمسية المتنقلة، في 25 أيار الماضي، وهي تتيح إمكانية تشغيل مضخات المياه، في ظل الحاجة المتزايدة لمدارس الغوطة، ووسط غلاء أسعار المحروقات لتشغيل مولدات الكهرباء.
أزمة مياه في المدارس
“كنا نعبئ المياه عن طريق مولدة الكهرباء، ونصرف التكاليف عن طريق المجلس المحلي كل فترة، إلا أن الأمر كان مربكًا”، يقول راتب سريول مدير مدرسة “عبد القادر بدران” في مدينة دوما، مشيرًا في حديثه لعنب بلدي أن العربة “مكّنت من الحصول على المياه بشكل أسهل وأسرع”.
وعانت معظم مدارس الغوطة من تأمين المياه، في ظل استهداف ألواح الطاقة الشمسية الثابتة بالقصف، وتعرضها للسرقة أحيانًا أخرى، ما دعا المجلس لنزع الألواح والاحتفاظ بها.
ويقول المُدرّس سمعان أحمد لعنب بلدي إن عربة الطاقة المتنقلة “فكرة مبتكرة وخلّاقة كبديل عن الاشتراك بالمولدة”، موضحًا “الكهرباء التي تولدها الألواح تيارها ثابت يحمى غطّاس المياه (المضخة) من أي خلل ناتج عن تذبذب التيار الكهربائي الصادر عن المولدات”.
ويرى أحمد أنها توفر الوقت على المدارس، لأن التيار المنتظم يقوّي ضخ المياه ويسرع عمليه تعبئة الخزانات والبراميل، كما توفر المال في ظل وصول سعر الكيلو واط الواحد من الكهرباء إلى 750 ليرة سورية.
تتألف العربة من 12 لوح طاقة شمسية، بطول 106*66 سنتيمترًا، مزودة بأربع بطاريات 100 أمبير، ورافع جهد باستطاعة ثلاثة آلاف واط، لتولّد تيارًا كهربائيًا شدته ستة أمبيرات، ويدفعها عاملان. |
بداية الفكرة
يقول مبتكر العربة لعنب بلدي إنها صُنعت للاستفادة من منظومة الطاقة الشمسية بأماكن متعددة، مع غلاء المحروقات، مشيرًا إلى إمكانية استخدامها “لتخديم المدارس والجهات التي تحتاج المياه ومنها المساجد”.
يدفع المجلس المحلي فواتير استهلاك المدارس من المياه، ويرى المهندس الميكانيكي أن استخدام العربة “يخفف العبء عن المجلس باعتبارها مجموعة طاقة تُخدّم أكثر من مكان بسهولة”.
تخطيط العربة وصناعتها استغرق أقل من شهر، وفق أحمد، ويُمكن بالاعتماد عليها تشغيل “غطاس مياه” لمدة ساعة ونصف بثمانية أمبيرات، وخلالها تُملأ أربعة أمتار مكعبة من المياه.
وزوّدت العربة بمؤشر ليكون دليلًا في توجيهها للحصول على أقصى طاقة، عندما تُمال الألواح لتصبح عمودية مباشرة مع أشعة الشمس.
ويسعى المهندس لتطوير العربة وإضافة ألواح طاقة شمسية على الجوانب، إضافة إلى صناعة عربات أخرى لتخديم المدارس، أو توزيعها على الأحياء للاستفادة منها في ضخ المياه والطاقة الكهربائية.
صعوبات واجهت المهندس خلال صناعة العربة، كأي مشروع في الغوطة، ويقول أحمد إن أبرزها قلة ألواح الطاقة، وندرة القطع والأجزاء التي تلزم لصناعتها.
دراسة قديمة بدأت كتجربة
يقول المهندس أمين الشامي، مدير مكتب التخطيط والدراسات في مجلس دوما، إن فكرة العربات المتنقلة كانت مشروعًا مستقلًا قبل حوالي ثلاثة أشهر، إلا أنه لم يحصل على الدعم في ظل “تريث المنظمات وسط الحصار والاقتتال وإغلاق الأنفاق، إضافة إلى غياب التحويلات المالية”.
وشملت الدراسة تركيب 24 لوح طاقة شمسية، إلا أن غياب الدعم دعا المجلس إلى تصنيع عربة كتجربة بعدد أقل من الألواح، ويضيف الشامي “جمعنا الأدوات اللازمة وبدأنا العمل ضمن الإمكانيات المتوفرة”.
يجمع المجلس حاليًا معلومات علمية عن العربة، كالإشعاع الشمسي الوارد إلى الألواح، وكمية استهلاك البطاريات، كما يوثق قياسات غطاسات المياه في المدارس، وفق مدير مكتب التخطيط، ويوضح أن العربة تعمل ساعتين أو ثلاث، حسب استطاعة الغطاس.
ويُمكن الاستغناء عن المازوت والبنزين، التي يعود ريعها لـ “جهات مجهولة” في حال اعتمدت العربات، وفق رؤية الشامي، في وقت وصل سعر ليتر المازوت إلى 2700 ليرة سورية في الغوطة.
يقول سريول إن المجلس أنشأ غرفة “واتساب” حاليًا، ضم إليها كافة مديري المدارس، الذين يستطيعون طلب المياه في حال نقصها من خلال الغرفة، متمنيًا تطوير المشروع ليشمل كافة القطاعات، وتنتظم التعبئة للمدارس.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :