المأكولات الشعبية .. هل أصبحت حلمًا

tag icon ع ع ع

عبد الرحمن مالك

عرفت العاصمة دمشق بانتشار مطاعم المأكولات الشعبية والوجبات السريعة في معظم أسواقها وأحيائها، وكانت تلك المأكولات على الدوام في متناول الجميع وبأسعار تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطن السوري البسيط، لدرجة أن سوريا كانت توصف ببلد الفقير الذي لا ينام ومعدته خاوية، نظرًا لانخفاض أسعار الأطعمة الشعبية مثل الحمص والفول والفلافل، بالإضافة إلى الشاورما وبعض أنواع السندويش الأخرى.

لكن مع امتداد أشهر الأزمة السورية وتدهور الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد، قفزت أسعار هذه المأكولات لما يزيد عن أربعة أضعاف، فقد بلغ سعر سندويشة الشاورما في دمشق 200 ليرة في حين كان متوسط سعرها قبل انطلاق الثورة 45 ليرة، بينما وصل سعر سندويشة الفلافل إلى 100 ليرة، بعد أن كان سعرها لا يتجاوز 25 ليرة.

وذكر موقع «سيريانديز» الموالي للنظام عن مصادر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أن لجنة خاصة مكلفة بدراسة أسعار السندويش على اختلاف أنواعه، قدمت دراسة حددت بموجبها أسعار المبيع للمواطنين، بحيث يكون أعلى سعر للسندويشة لا يتجاوز 100 ليرة وأخفض سعر لا يقل عن 40 ليرة، مشيرة إلى أن اللجنة اقترحت سعر سندويشة الفلافل بـ 60 ليرة.

وتختلف أسعار السندويش من منطقة إلى أخرى، ومن محل إلى آخر، حسبما تقول أماني، طالبة الشهادة الثانوية، ففي محل «الوليد» في منطقة الطلياني وسط العاصمة يصل سعر سندويشة الفلافل الصمون إلى 175 ليرة، أما في محل «على كيفك» في الميدان فيبلغ سعرها 100 ليرة، وتضيف أماني: «ربما لا يزال هناك أشخاص يأكلون سندويش الفلافل، أما سندويش الشاورما فبات بمثابة الحلم لدى الكثيرين فسعرها اليوم 200 ليرة وهي حمل ثقيل على أبو العيال».

لكن الشاب ماجد أبو النور، المقيم في حي الشيخ سعد، يرى أن ارتفاع أسعار السندويش (الفلافل والشاورما) لم يكن مفاجئًا، بل ارتفع بشكل تدريجي وغير صادم، وذلك خلال السنوات الثلاث التي تقلبت فيها الأسعار وارتفعت بشكل عام، ويقول ماجد: «زحمة الزبائن على محلات الشاورما والفلافل لم تتغير أبدًا، إن لم نقل إنها زادت، فالسندويش رغم ارتفاع أسعاره إلا أنه لا يزال سهل المنال».

من جهة أخرى أنكر بعض أصحاب المحال من الاتهامات الموجهة لهم باستغلال ضعف الرقابة التموينية على مبيعاتهم، ويقول أبو محمد، وهو صاحب محل مأكولات شعبية في منطقة الميدان، لمراسلة عنب بلدي حول اختلاف سعر بيع السندويش بين محل وآخر، إن السبب الرئيسي يعود إلى قلة المواد الأساسية وارتفاع أسعارها «فكل محل يجلب بضاعته بطريقة مختلفة ومن مصدر مختلف»، وبتنوع المصادر واختلاف أسعارها، تتفاوت أسعار البيع بين محل وآخر، بحسب قول صاحب المحل.

وفي هذا السياق صرح خبير اقتصادي لموقع الاقتصادي سوريا «إنّ جميع المسوّغات التي تطلق من أصحاب المحال عن وجود صعوبات في تأمين المواد تعتبر غير صادقة، مع لجوء أصحاب المحال لرفع أسعار السندويش من جهة وتقليل الكميات الموجودة داخلها». ولفت الخبير إلى قصور الرقابة، وضرورة إيجاد آلية تحدد مواصفات السندويش والرقابة على النوعية والسعر في آن معًا.

ولا يزال المواطن السوري، الذي لا ينفك كلما همّ بالشراء عن مقارنة الأسعار بين ما قبل وما بعد الأزمة، يجد في الفلافل والشاورما، رغم ارتفاع أسعارهما، خيارًا أقل كلفة وأكثر إشباعًا من أغذية أخرى تجاوزت أسعارها قدرته الشرائية بأضعاف كثيرة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة