عنب بلدي – الغوطة الشرقية
“نحن في اليوم الخامس ولم يصلني شيء من المؤسسات الإغاثية”، تقول سوسن عبدو، وهي أم لأربعة أطفال من مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وترى أن تحديد الاحتياجات لكل عائلة أمر ضروري قبل بدء أي مشروع إغاثي.
ولتلافي عشوائية التوزيع، نظّم “المكتب الإغاثي الموحد” في الغوطة الشرقية استبيانًا قبيل دخول شهر رمضان، شمل شرائح المجتمع، لقياس درجة رضاهم عن توزيع الوجبات الإغاثية، وإشراكهم في اختيار أصناف المشاريع، وصولًا إلى رصد احتياجاتهم وتسليط الضوء عليها أمام المؤسسات.
الاستبيان خطوة جيدة وجديدة، بحسب سوسن، لكنها تؤكّد على عشوائية في التوزيع “ذهبنا إلى أكثر من مؤسسة وطلبنا مساعدات غذائية أو مالية، إلا أن الرد كان (هناك أفقر منكم)”.
تعيش الأربعينية مع زوجها المريض وأطفالها في دوما، وترى أن رمضان الحالي “أسوأ من الذي سبقه”، موضحة “قديمًا كانوا يطبخون ويوزعون على المنازل، أو يقف الأهالي في طابور للحصول على الطعام، ولكنهم اليوم يوزعون للأشد فقرًا (…) غالبية أهالي الغوطة فقراء”.
محمد سامي، من سكان قطاع المرج، يوافق على خطوة الاستبيان ويقول إنها لمعرفة ما يحتاجه الناس، فـ “بعد سبع سنوات أصبح خلالها المواطن يحمل شهادة دكتوراه في تحديد المواد الأكثر حاجة”.
آراء الأهالي تنوّعت
يُفضّل أغلب أهالي الغوطة الوجبات غير القابلة للتلف السريع، ويعتمدون على بيع جزء مما يحصلون عليه في سد مصاريف أخرى، كتعبئة المياه على سبيل المثال |
يقول محمد التوت، مندوب حيّ يعمل مع “المكتب الإغاثي الموحد” في دوما، إن آراء الأهالي تنوعت، فمنهم من فضّل السلة الغذائية الجافة، عازين السبب لتأخر وصول الوجبات المطبوخة، بينما رغب آخرون بالوجبات، في ظل غياب قدرتهم على شراء الحطب للطبخ، فـ “بعض العوائل معدومة تحرق القماش وتطبخ على ناره”.
ويرى المندوب أن دعم دوما بالمشاريع الإغاثية، أقل من باقي قطاعات الغوطة، مشيرًا “الدعم شحيح هذا العام بسبب تشديد الحصار وإغلاق الأنفاق، ما دعانا إلى تخفيض التوزيع، الذي لم تضع المؤسسات خطة له”.
تحديد احتياجات الأهالي وعرضها على المؤسسات
يُعرّف “المكتب الإغاثي الموحد” نفسه، كمؤسسة غير ربحية إغاثية تنموية مستقلة، منذ تأسيسه عام 2011، بهدف توفير الخدمات للمتضررين، وإيصال الدعم لمستحقيه، وتطوير المشاريع لتلبية احتياجات السكان وتنمية المجتمع والنهوض به، وفق إدارته. |
بدأ قسم الإحصاء والتوثيق المركزي في المكتب بالتحضير للاستبيانات قبل شهر من دخول رمضان، وفق ياسر الشيخ، مديرالقسم، ويقول لعنب بلدي إنه شمل شرائح مختلفة “لتحديد الاحتياجات، ومشاركة الأهالي في وضع المشاريع الإغاثية خلال رمضان”.
ويهدف المكتب ليكون صلة وصل بين المؤسسات والأهالي، وقد وزّع 500 استبيان من خلال 175 مندوبًا لهم في قطاعات الغوطة الأربع: دوما، الأوسط، المرج، الجنوبي.
وحصلت عنب بلدي على نتائج الاستبيانات، التي أظهرت أن 74% من المجتمع المستهدف فضّل الطعام غير المطبوخ، بينما رغب به 26%، وكانت أكثر القطاعات التي طلبت الوجبات المطبوخة هو القطاع الأوسط.
ورفض 38% الوجبات المطبوخة، بسبب تأخر وصول الوجبة، وسجّلت نتائج الاستبيان نسبة 34% رفضوها لتضارب التوزيع بين المؤسسات، بينما عزا آخرون السبب لـ “سوء الطبخ”.
ويشير الشيخ إلى أن الاستبيان محاولة لنقل رأي الناس للجهات المانحة، موضحًا أن 61% من العينة الإحصائية فضّلت توزيع السلال الغذائية، ودعا 19% لتوزيع الخبز، بينما طالب 17% بالحصول على وجبات سحور، وبلغت نسبة الراغبين بسلة خضار وفواكه 3%.
بقية نتائج الاستبيان أشارت إلى أن 41% من المشاركين، فضلوا توزيع وجبة المعجنات، مقارنة بتوزيع الأرز مع البازلاء أوالكبسة، بينما حدد 90% منهم المشكلة الرئيسية التي يواجهونها بالفقر.
عقب تحليل النتائح وضع المكتب خطة لثلاثة أشهر، تنتهي في أيلول المقبل، مضمونها طرح استبيانات قبل البدء بأي مشروع خلال الفترة المقبلة.