إبراهيم العلوش
أيها السوري هل أنت مع قناة العربية أم مع قناة الجزيرة؟
هل أنت مع برشلونة أم مع ريال مدريد؟
هل أنت مع العرعور أم مع البغدادي أم مع الخامنئي؟
هل أنت مع بشار وماهر، أم مع عمهما رفعت.. الأكثر خبرة منذ أيام حماة وتدمر؟
هل أنت مع بطل الممانعة حسن نصر الله والتهجير وحصارات الجوع، أم مع المحاكم الشرعية وقطع الرؤوس؟
أيها السوري.. هل أنت مع خالد بكداش، أم مع انطوان سعادة والجبهة الوطنية التقدمية، أم مع رياض الترك أم مع الإخوان المسلمين؟
هل أنت مع عبدالله أوجلان، أم مع المجلس الوطني الكردي؟
هل أنت مع غضب الفرات أم مع درع الفرات أم مع النمر أم مع الصناديد؟
هل أنت مع البلم أم مع الكملك أم مع الحواجز والترفيق؟
هل ماتزال تنتظر مؤتمرات ديمستورا في جنيف، أم مؤتمرات لافروف في أستانة؟
أيها السوري.. لِم تظل صامتًا ولا تبايع الدولة الإسلامية التي تنتهج مسار النبوة، وتحارب العالم من أقصاه الى أقصاه لنصرة الخليفة وجند الخلافة… أيها السوري لماذا تنظر إلى الغرب الكافر بأمل، وتنظر الى البغدادي وأتباعه باشمئزاز، فهل أنت تتنكر لدين الله ولتضحيات مجاهدينا، أم مايزال في قلبك شرك ولا تقبل بانضمام أولادك إلينا، ولا تقبل بتزويج بناتك لمجاهدينا الذين هاجروا من بلدانهم لينصروك، وليأخذوا بيتك ريثما يدخل الكفار والمرتدون في دين الله أفواجًا؟
أيها السوري أليس من الأفضل لك أن ترجع الى عشيرتك، وتصب القهوة المرة، وتسرح بغنمك أو بإبلك في المراعي التي لا تنتهي حدودها، وتسهر في مضافة الشيخ جدعان الذي يسوي أمورك مع الشرطة، ومع الحكومة، ومع التجار، ولا تأكل همًا ولا غمًا.. وما عليك إلا الحداء والعودة الى حياة الأجداد والقبائل والعشائر والأفخاذ، والتسلي برواية نسبك ونسب أجدادك إلى أبينا آدم!
أيها السوري لماذا لا تحب آل البيت، ولا تبكي على الحسين، ولا تتبع نهج الإمام الخميني، ولا تنصر بشار الأسد، ولا تخضع لآيات الله التي تمسك العالم بأخلاق الإسلام وصلابة المقاومة، ومحاربة الإرهاب، والقضاء على حكام الخليج، وإسرائيل والدعاء بالموت لأمريكا؟
أيها السوري لماذا تحب أردوغان، ولا تحب أوجلان، أردوغان وعوده خلبية، أما أوجلان فهو سيخلّصك من الإرهاب، وينقل إليك الديمقراطية، ومفاهيم الشعوب الديمقراطية المتعايشة، رغم أنه لم يتعايش مع أحد حتى من جماعته، ولم يجرب نظرياته في تركيا ولكنه يجربها اليوم في سوريا، وحتمًا ستنجح بالدعم الأمريكي والأوروبي، حيث ستتعايش الماركسية مع القومية مع الإمبريالية!
أيها السوري لماذا لا تعود إلى الأصل، وتحيي الدولة العثمانية وتتداول عملتها، وتتعايش مع شعبها وتتنكر لهويتك التي منحك إياها سايكس الإنكليزي، وبيكو الفرنسي، انظر إلى الشعب التركي كم يحب السوريين، وكم منحكم من المخيمات ومن المساعدات وفرص الفرار من الموت!
أيها السوري الذي ترفض كل تلك العروض، وتتهمها بالاعتداء عليك، لماذا لا تقبل بروسيا التي كافحت الإمبريالية العالمية، ووقفت على قدميها، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الصديق، وهي ماتزال دولة فضائية ومتطورة عسكريًا، ومن أكبر مصدّري الأسلحة، وتخترق مخابراتها أعتى النظم المتطورة بالجاسوسية البشرية وبالجاسوسية الإلكترونية!
أيها السوري الذي تقطّعت بك السبل.. لماذا لا تطالب بالوصاية الدولية، وتضع همك برقبة غيرك، وهم يتكفلون بحل مصائبك على أكمل وجه، وما عليك إلا الانتظار في المخيمات، وفي أماكن اللجوء لكي ترجع إلى بيتك، وقد أعادوا ترميمه، وقطعوا تذاكر طيران لك ولأولادك، ولأولاد أولادك الذين سيأخذون حقوقك إن انتقلت إلى دار الحق بعد انتظار طويل!
أيها السوري لماذا تضيع هنا وهناك، أليست قبرص أمامك، وهي جزءٌ من وطنك السوري القديم، فلماذا لا تقلب الطاولة وتلتحق بقبرص، وتطالب بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتغيّر الأبجدية، وتهجراللغة البدوية التي احتلتك واحتلت عقلك النابغة قبل ألف وأربعمئة سنة، وسلبت منك ثقافتك السورية العريقة!
أيها السوري أنت مكسر العصا في الحرب التاريخية بين السنّة والشيعة، وبين الغرب والشرق، وبين المسيحية والإسلام، وبين العلوية، والإسماعلية، والدروز، والصوفية، والوهابية، والأشعرية، والسلفية الجهادية، والمنتصر هو من سيعيد بناء البلاد ويعطيها دفعًا حضاريًا وصفاءً مذهبيًا يجعلها من أفضل البلدان والأوطان.
أيها السوري دعك من كل ذلك، هذه الحرب هي بين الحداثة والتراث، بين الديمقراطية والاستبداد، بين التغريب والانكماش، بين الحاضر والماضي، كن صلبًا فإن اليابان وألمانيا، وبعد كل المجازر التي لحقت بهما قد أعادا البناء، وتفوقتا على العالم في مجال التكنولوجيا والعلم والصناعة والزراعة والتعليم.
أيها السوري الجالس في حديقة نائية وغريبة، وتتأمل أفكارك وتقلّب المغريات التي تتناهب مستقبلك، انتهى الشهر، واستحق إيجار الشقة عليك، وفاتورة الكهرباء تبحث عنك، فمتى ترجع إلى بيتك المدّمر أو المنهوب، وإلى مدينتك المهجورة، فهناك تستطيع أن تنام وتستيقظ وتذهب إلى عملك وتربي أولادك، وتزرع حقلك، وتزور قبور شهدائك وأنت راجع في المساء إلى بيتك، فهل فكرت بالطريق التي تأخذك إلى هناك؟