عنب بلدي – العدد 104 – الأحد 16/2/2014
هكذا مر عيد الحب على سوريا هذا العام، صامتًا وخافتًا دون أن يلحظه أحد؛ لا ممن اعتاد الاحتفال به، ولا ممن اعتاد كيل الانتقادات بحق من يفعل. فالمحبون باعدتهم الحرب بين مهجّر، ومغرّب، وشهيد، ومعتقل؛ ومن لم تحوِ جيوبهم المهترئة ثمن ربطة خبز لقوت يومهم لم يحملوا ثمن وردة حمراء يتضاعف سعرها مع «اقتراب الموسم»؛ لا «تغطية» لتبادل الرسائل، ولا محتفلون لانتقادهم.
وكذلك كانت مظاهر الاحتفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أشد تواضعًا من المعهود، فوسط سيل العنف والدموية لم تجد العبارات الرقيقة والصور الرومانسية سبيلها إلى صفحات السوريين. إلا أن الحرب، وفي مفارقة عجيبة، خلّفت وفي الرابع عشر من شباط تحديدًا، صورة بألف كلمة: شابٌّ حلبي محتضنًا أخته الرضيعة الناجية بين آثار ركام براميل الموت في مدينة حلب.
ورغم جراحهم لم ينسَ السوريون أن ينقلوا محبّتهم للعالم أجمع ليعبروا عن أنهم «شعب محب، يحكمه نظام ملؤه الكراهية»؛ من قلب الحصار، ومن النزوح، تحت القصف، ورغم المجاعة، محاطين بالمجازر، ومتحدّين المرض، ورافضين للقمع… رسالة من سوريا في يوم الحب: «من سوريا… مع الحب». واقع اختصره الناشط السوري هادي العبد الله خلال تصريح له لموقع CNN العربية بقوله «إذا كان اللون الأحمر رمزًا للحب، فكلّ سوريا تحتفل بالفالنتاين بعدما غطّى الدم شوارعها».