عنب بلدي – العدد 103 – الاثنين 10/2/2014
بث إعلام النظام السوري خلال الأسبوع الفائت مقاطع فيديو تظهر عودة الأهالي إلى مدينة المعضمية، بالرغم من عدم تنفيذ عدة شروط من بنود الهدنة إلى الآن، أبرزها ملف المعتقلين.
وأظهرت المقاطع العديد من الأهالي عائدين إلى مدينتهم بعد خروجهم منها إثر الحملات العسكرية المتكررة واشتداد القصف المدفعي والصاروخي على المباني السكنية، وجاءت عودتهم ضمن بنود الهدنة التي اتفق عليها مؤخرًا بين المحاصرين داخل المدينة والنظام برعاية وفد من الأهالي النازحين.
وجاء في تقرير على قناة الإخبارية السورية إن مدينة المعضمية قد عادت إلى «حضن الوطن»، فيما تذكر إحدى النساء في مقابلتها مع التلفزيون السوري على الجسر الواصل بين مدينة المعضمية ومساكن السومرية، أنها عائدة إلى بيتها بعد أن هجرت منه «بفعل المسلحين»، وتقول أخرى «الأخوة في البيت بيتخانؤوا» في إشارة منها إلى المسامحة الحاصلة بين النظام وأهالي المدينة.
وينقل ناشطون من داخل المدينة التجاوزات غير المحدودة التي تحصل فيها بعد توقيع الاتفاق، إذ يقوم بعض الأهالي والناشطين بالدخول إلى الحي الشرقي -الذي يقطنه مؤيدون للأسد- ويقومون بشراء حاجياتهم منه بعد قرابة سنة من الاشتباكات المتواصلة وحالة الحرب بينهم، كما تم دخول كاميرات إعلام النظام إلى منطقة الجسر التي يطل عليها قناصو الجيش الحر.
ويتهم آخرون النظام بخروقات للهدنة عبر اعتقال شخصين من حاجز للمخابرات الجوية خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى كميات الطعام القليلة التي يدخلها إلى الأهالي مقابل التنازل عن السلاح الثقيل ومن ثم تسليم عدد من الأسلحة الخفيفة. كما يقوم النظام بالسماح للنساء والأطفال فقط بالدخول إلى المدينة ومنع خروجهم منها.
في حين ما يزال المصابون الذين تكفل النظام بمتابعة علاجهم في مشافي دمشق، ضمن سجين يمنع عنهم الزيارات والدخول أو الخروج، وجميع من قام بتسوية أوضاعه من أبناء المدينة لا يستطيعون التحرك ضمن مدينة دمشق، وتمت إزالة أسمائهم من الحواجز لمدة عشرة أيام فقط تم بعدها إعادة الأسماء إلى قوائم المطلوبين.
وكان النظام قد وعد الأهالي بالسماح للشباب بدخول المدينة اليوم الاثنين بعد أن وعدهم بالدخول يوم الأربعاء الماضي ولم يتم ذلك، كما لم يتم الإفراج عن أي من معتقلي المعضمية، بعد أن اتفق الطرفان على الإفراج عن كافة معتقلي المدينة.
ولم ينسحب الجيش خارج المدينة كما جاء في بنود الهدنة، ولا يزال متمركزًا على أوتوستراد دمشق-القنيطرة (الأربعين) ولا زالت آلياته الثقيلة متمركزة هناك، وقناصاته ترصد بعض أحياء المدينة.
ويحذر ناشطون من غدر النظام ومماطلته بتنفيذ الشروط المتفق عليها، وأن تكون هذه إحدى الخدع التي يتبعها مع المناطق التي خرجت عن سيطرته، خاصة أنه جاء على لسان إعلام النظام أنه تمكن من طرد المسلحين من المدينة واستعادة السيطرة عليها، على عكس ما تم الاتفاق عليه، وهو أن يكون الجيش الحر مسؤولًا عن حفظ أمن المدينة. سيما وأن مدينة المعضمية محاذية لمدينة داريا وتؤثر بشكل أو بآخر على المعركة الدائرة فيها.