أحمد الشامي
تستمر عصابة اﻷسد وحلفائها في سفك الدم السوري، والسني تحديدًا، بأريحية وهمجية غير مسبوقتين في المنطقة منذ «تيمورلنك» في ظل لامبالاة تامة من قبل العالم «المتحضر» ومن قبل أمة المليار التي لا تصحو من غفوتها إلا حين يصدر فيلم أو كتاب مسيء للرسول الكريم ولا تتحرك حين يتم ذبح مئات الآلاف من المسلمين وتنتهك أعراض نسائهم ويتم تقطيع أطفالهم إلى أشلاء.
أسطورة «الشارع العربي والمسلم» الذي سينتفض على حكامه «الخونة والخانعين» ويهدد مصالح الغرب لم تعد تسري على أحد، فباستثناء بعض الطوباويين الحالمين أو المهووسين، لم يتحرك أحد لنصرة السوريين.
الشباب الذين جاؤوا لنصرة الشعب السوري هم في معظمهم أناس متحمسون وأكثرهم من المغرر بهم، قلائل منهم هم المقاتلون المحترفون وليس بينهم فطاحل الحرس الملكي السعودي ولا هجانة المملكة الهاشمية ولا كولونيلات جيوش المسلمين ممن لا يشق لهم غبار. لم نر «جنرالاً» تركيا أو بوسنيًا أو باكستانيًا يتطوع لقيادة اﻷلوية الثورية التي يقودها طلاب الشريعة ومعلمي الباطون في غياب العسكريين المحترفين.
لماذا يأتي عسكريون مسلمون لنصرة السوريين في حين يستجم الضباط السوريون المنشقون في معسكرات وشقق في دول الجوار؟
هل فعل كل منا واجبه وما يقدر عليه قبل أن نطالب الآخرين بنجدتنا؟ علينا أن ننسى أن هناك «أمة مليار» ولنتجه فقط إلى السوريين فلن يحك جلدك سوى ظفرك.
كيف ننتظر من الآخرين أن «يستشهدوا» من أجل حريتنا في حين يضحي العشرات من شبابنا بحياتهم وهم يفرون عبر الحدود وينتهي المئات منهم طعامًا للأسماك في المتوسط بدل مواجهة جند اﻷسد؟
هل اعتمدنا على العقل والعلم والمنطق، بدل الخطابة والعويل و»الردح»؟ هل أعطينا كل ذي حق حقه؟ هل اعترفنا بشجاعة «سمر يزبك» وبكفاءات أشخاص مثل «عمر قدور» و»ياسين الحاج صالح» الذي كافأه الثوار باختطاف زوجته؟
هل عرفنا كيف نستقبل المنشقين ونشجع غيرهم على الانشقاق؟ هل استفدنا منهم ووضعناهم في المكان المناسب؟
أخيرًا، كيف لثورة تهمّش سياسيًا من جيل العمالقة، معتدل ومستقل كعصام العطار و “تسرج” أمثال الجربا والصباغ أن تنتصر؟