تدور أحداث الرواية في مدينة حلب، راصدة التغيرات التي تركها انقلاب البعث على الحياة العامة والخاصة. تظهر القصة الأزمة الطبقية في حلب بين ريفها ومدينتها، ثم بين قلب مدينتها وهوامشها المتريفة، مع فتاة من مدينة حلب تزوجت بريفي هجرها إلى أمريكا مع سائحة تعرف عليها في محطة القطار، تاركًا إياها مع أربعة أولاد، أحداهن معاقة، ما لبثت أن ماتت بإهمال أمها المتعمد كي لا تحمل عارها في مجتمعها المديني. تمزق المخابرات حياة العائلة بين حياتين، حياة عامة تعيشها مع الأسد بالإذعان والذل اليومي، وحياة موازية تشكل فيها عالمها الخاص المنفلت من كل رقيب، حياة ملؤها الانعتاق والمرض وتعويض الانكسار والمهانة اليومية.
يكثر الكاتب من استخدام الجنس في روايته، ويدخله في كل تفاصيل الرواية بشكل مبتذل، وإن كان يجيد أحيانًا استحضار ما يفعله المرء في الخفاء. يضيف خالد خليفة إلى رائعته السابقة (مديح الكراهية) أخرى جديدة هذه المرة، تتشابه الروايتان في حلب وفي صراع الهويات التي تمزق المجتمع السوري في ظل حكم الأسد.