السنة الثالثة
عنب بلدي – العدد 102 – الأحد 2/2/2014
تدخل عنب بلدي عامها الثالث مكملة مسيرة عطائها بعد أن فقدت خلال عام واحد من حصار داريا كلًا محمد قريطم (أحد مؤسسيها) ومحمد فارس شحادة (مراسلها الميداني) وأحمد شحادة (مدير تحريرها)، فيما لا يزال اثنان من مؤسسيها يقبعان خلف قضبان النظام.
أمضت عنب عامها الأول متحدية الظروف الأمنية التي عاشتها مدينة داريا آنذاك، انتشار أمني ومداهمات واعتقالات في صفوف الناشطين المدنيين، إلا أنها استمرت بالصدور أسبوعيًا كجريدة مطبوعة، إضافة لنسختها الالكترونية، يتم توزيعها في داريا ودمشق وبعض مناطق الريف المجاورة.
مضى عام آخر من عمر عنب وأهل داريا نازحون عنها، تشتتوا في أصقاع الأرض شرقًا وغربًا، وبراميل الموت، التي تجاوزت المئة خلال الأسبوع الماضي فقط، تنهش بلحم من بقي فيها، وتقضي على أحلام أطفالها المحاصرين.
وبعد ثلاثة عشر شهرًا من الحصار والقصف والتشريد، فقدت داريا خيرة شبابها واستحالت المدينة ركامًا إلا ما رحم ربي، ويبقى الأمل بأن دماء الشهداء التي روت ترابها لن تذهب سدىً، وأن مدينة وقفت بوجه الظلم منذ انطلاقة الثورة ستبقى حتى انتصارها. وتبقى عنب على عهدها، لن تنسى دماء الشهداء، وستبقى على عهد من اعتقلوا لتكمل مسيرة الحرية المضرجة بالدم والنزوح.
عام جديد، وتستمر عنب بلدي في تحديها لطغيان الأسد، وسعيها لنقل الحقيقة ومعاناة السوريين، وسرد قصص آلامهم الخفية، التي غابت خلف أصوات الانفجارات، وأغفلتها أشرطة «الأخبار العاجلة».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :