سواتر الغاب تشرّع عهد مناطق النفوذ في سوريا

  • 2017/05/28
  • 2:33 ص

آلية لقوات الأسد تضع سواتر ترابية في قرية الكريم بسهل الغاب- الأربعاء 24 أيار (عنب بلدي)

عنب بلدي – خاص

أضفت السواتر التي أنشأتها قوات الأسد بإشراف روسي في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، جوًا من القلق والترقب لأهالي المنطقة ومقاتليها على حد سواء، فهل هي شرعنة لتقسيم البلاد وفقًا للنفوذ، أم رسم دقيق لمناطق “تخفيف التوتر” التي ابتكرتها موسكو مؤخرًا؟

رافق نصب السواتر الترابية العالية في سهل الغاب تصريحات روسية رسمية، أشارت إلى أن ترسيم مناطق “التخفيف” بات قريبًا، رغم المعوقات اللوجستية، وهو ما قوبل بغضب على المستوى المحلي في سهل الغاب، فحذّر مقاتلون من أن الأسلاك والسواتر ستقرع أجراس المعارك مجددًا.

سواتر القرى “المحتلة”

وأنشأت قوات الأسد سواتر ترابية عالية بين مناطق سيطرة النظام في ريف حماة الشمالي الغربي ومناطق المعارضة، ابتداءً من 20 أيار الجاري، وتركزت في قرى وبلدات خاضعة لقوات الأسد في سهل الغاب، تعرض معظم سكانها للتهجير القسري.

وتحدثت عنب بلدي إلى القائد العسكري في “جيش النصر”، عبد المعين المصري، وهو من قرية قبر فضة الخاضعة للنظام السوري حاليًا، وقال إن “السواتر أنشئت بطول ستة أمتار حول قرى قبر فضة والكريم والأشرفية والرملة والتمانعة والحاكورة في سهل الغاب”، مشيرًا إلى أن العملية مستمرة حتى السبت 27 أيار، وهو بمثابة “جدار فصل بين القرى الموالية والثوار”، بحسب تعبيره.

وكان مصدر في “الجيش الحر” أشار لعنب بلدي قبل يومين أن القوات الروسية وضعت أسلاكًا شائكة على مقربة من حواجز قوات الأسد في منطقة “المغير” في ريف حماة الشمالي، ومناطق أخرى في سهل الغاب شمال غرب حماة، مرجّحًا أن تكون هذه العملية في إطار تحديد دقيق لمناطق “تخفيف التوتر”، والتي تشمل أجزاء من ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي.

مقاتلو الغاب يهددون

وهدّد قادة عسكريون من أبناء قرى يسيطر عليها النظام السوري في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بالتصعيد ضد قوات الأسد، فيما لو استمرت عملية رفع السواتر الترابية في هذه القرى.

وألقى القادة بيانًا، الجمعة 26 أيار، جاء فيه أن النظام مستمر في رفع السواتر في القرى “المحتلة”، بدءًا من قرية الكريم جنوبًا وحتى قرية الحاكورة شمالًا، في ظل الحديث عن احتمالية وضع أسلاك شائكة أيضًا.

وقال مراسل عنب بلدي، الذي حضر تلاوة البيان، إن القادة ينضوون في أربعة فصائل رئيسية: “جيش النصر”، “أحرار الشام”، “جيش النخبة”، و”الفرقة الأولى الساحلية”، وجميعهم من أبناء هذه القرى.

وهدد القادة العسكريون قوات الأسد، فيما لو استمرت في تحصين القرى ورفع سواترها، ووضع أسلاك شائكة حولها، بإطلاق عمل عسكري ضدها، بغض النظر إن سمحت فصائلهم أو رفضت.

الروس: سنرسم المناطق

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن خبراء من روسيا وإيران وتركيا سيرسمون حدود مناطق “تخفيف التوتر” في سوريا، إلى جانب إقامة حواجز عليها لمنع تسلل “مسلحين”.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية، الجمعة 26 أيار، عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن “المذكرة حول مناطق وقف التصعيد تنص على أن الدول الضامنة ستشكل فرق عمل”.

وأوضح أن “الدول الضامنة يجب أن تشكل فريق عمل لدراسة كل هذه المسائل حول الجهة المسؤولة عن ضمان الأمن على الأرض، وأن تتوصل إلى اتفاق من خلال العمل على الخرائط، والنظر في تحديد مواقع لمناطق وقف التصعيد وترسيم حدودها الخارجية”، إضافةً إلى “تحديد الجهات المسؤولة عن تأمين عبور المواطنين كي يتمتعوا بحرية الانتقال، على عكس الإرهابيين، كما يجب نشر حواجز وفرض رقابة على المناطق المذكورة، ويجب إنجاز كل ذلك باستخدام الخرائط”.

ووقعت كل من دول تركيا وروسيا وإيران مطلع أيار الجاري، مذكرة تقضي بإقامة مناطق “تخفيف توتر” في سوريا، وحددت المناطق كامل محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص ودمشق (الغوطة الشرقية)، ودرعا والقنيطرة.

ويدور الحديث في هذه الأثناء عن إمكانية دخول قوات تركية إلى محافظة إدلب، لتشرف على ضمان وقف إطلاق النار في المحافظة، كونها إحدى مناطق “تخفيف التوتر”، وهو ما ألمحت إليه الحكومة التركية قبل أيام، في حين تنشط القوات الروسية في ريف حماة الغربي والمدينة، لتفصل ما بين المنطقتين أسلاك شائكة وسواتر ترابية، تفتح الباب أمام عهد مناطق النفوذ في سوريا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا