الدوريات الأوروبية الكبرى تبوح بأسرارها
باحت الدوريات الأوروبية الكبرى بكل أسرارها مع انتهاء الموسم الحالي، الذي شهد صراعًا كبيرًا على اللقب، لم يحسم حتى الجولات الأخيرة.
في بعض الدوريات حصل ما كان مفاجئًا بوصول فريق غير متوقع إلى اللقب وبعضها ما كان متوقعًا، إذ لم يغير الموسم الطويل شيئًا من هوية حامل اللقب، كما هو الحال في الدوري الإيطالي.
البداية من إنكلترا
تمكن فريق تشلسي من استعادة اللقب، الذي فقده لصالح ليستر سيتي في الموسم الماضي، متفوقًا على صاحب المركز الثاني توتنهام هوتسبر.
وهذه هي المرة السادسة التي يحمل تشلسي فيها لقب الدوري الإنكليزي، وجاءت بفضل مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي، وأثبت الفريق اللندني علوّ كعبه على بقية المنافسين إذ فرض هيمنته منذ البداية على صدارة جدول الترتيب حتى النهاية.
وأنهى تشيلسي “البريميرليغ” في المركز الأول برصيد 93 نقطة، بفارق سبع نقاط عن أقرب منافسيه توتنهام هوتسبر، وحلّ مانشستر سيتي ثالثًا بـ 78 نقطة، يليه ليفربول رابعًا.
واعتمد المدرب الإيطالي على عدد من نجومه في مشوار التتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز، على غرار صانع الألعاب البلجيكي إيدين هازارد، ومواطنه الحارس تيبو كورتوا، والمهاجم الإسباني دييغو كوستا، ومواطنه بيدرو رودريغيز وآخرين.
ولم يخلُ الموسم الكروي في إنكلترا من مفاجآت من العيار الثقيل، حيث فشل ناديا أرسنال ومانشستر يونايتد في إنهاء المسابقة المحلية في أحد المراكز الأربعة الأولى، ليضمنا وجودهما في مسابقة الدوري الأوروبي “يوروباليغ”.
لكن مانشستر عاد إلى دوري الأبطال، بتتويجه بلقب “يوروباليغ” على حساب أياكس أمستردام الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي يطبق فيها هذا النظام.
وبإمكان كونتي أن يُضيف لقبًا آخر إلى خزائنه وخزائن “البلوز”، إذ تنتظره المباراة النهائية في كأس الاتحاد الإنكليزي أمام جاره اللدود أرسنال، في مباراة قد تُحدد بشكل كبير مصير المدرب الفرنسي أرسين فينغر مع “المدفعجية”.
اليوفي البطل الوحيد في إيطاليا
استمر الوضع على حاله بسيطرة كاملة ليوفنتوس على المشهد المحلي بأكمله، عندما حسم لقب “الكالتشيو” لصالحه للمرة السادسة على التوالي والـ33 في تاريخه، وذلك قبل جولة واحدة على نهاية المسابقة، في حين مايزال الصراع على الوصافة محتدمًا بين روما ونابولي.
ويجمع فريق السيدة العجوز بين ثنائية الدوري وكأس إيطاليا للعام الثالث على التوالي، بعدما توّج بالمسابقة المحلية الثانية على حساب لاتسيو بثنائية نظيفة في المباراة النهائية، كما تبدو الفرصة مواتية له للتتويج بالثلاثية التاريخية، إذا تمكن من التفوق على ريال مدريد في كارديف في نهائي التشامبيونزليغ.
اليوفي أقصى خلال مشواره في دوري الأبطال، برشلونة في الدور ربع النهائي من المسابقة، ويملك مدربه ماسيمليانو آليغري كوكبة مميزة بين اللاعبين الشبان والخبرة، على غرار الأرجنتينيين غونزالوهيغواين وباولو ديبالا، إضافة للظهير البرازيلي المتألق داني ألفيس، والحارس المخضرم جان لويجي بوفون، وثلاثي خط الدفاع الصلب، جورجيو كيليني وبونوتشي وبارزالي.
بايرن ميونيخ عملاق ألمانيا
لم يجد بايرن ميونيخ صعوبة في الاحتفاظ بلقبه بطلًا للدوري الألماني، بفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه، علاوة على ابتعاد بوروسيا دورتموند عن مستواه ومنافسته المعهودة في البطولة المحلية، حيث أنهى الأخير المسابقة في المرتبة الثالثة.
وشكل إنهاء لايبزيغ البوندسليغا في المركز الثاني خلف البطل بايرن ميونيخ مفاجأة مدوية، بسبب حداثة عهد النادي في الكرة الألمانية بشكل عام.
وواصل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي أشرف على قيادة العملاق البافاري بداية من صيف عام 2016، نجاحاته اللافتة في القارة العجوز، إذ بات أول مدرب في التاريخ ينجح في تحقيق ألقاب أربعة دوريات من أصل البطولات الخمس الكبرى، وهي دوريات إيطاليا وإنكلترا وفرنسا وألمانيا.
ورغم فوز بايرن ميونيخ بلقب الدوري الإيطالي، فإن موسمه لم يكن مثاليًا بعد الخروج من نصف نهائي كأس ألمانيا، والإقصاء على يد ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
يذكر أن العملاق البافاري فقد اثنين من أبرز لاعبيه، القائد فيليب لام، ومتوسط الميدان الإسباني تشابي ألونسو، لاعتزالهما عالم كرة القدم.
موناكو مفاجأة فرنسا
في فرنسا، فجّر نادي الإمارة موناكو مفاجأة من العيار الثقيل، بتتويجه بطلًا للمسابقة المحلية بـ95 نقطة، بفارق ثماني نقاط كاملة عن حامل اللقب في السنوات الأخيرة باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم والأسماء الرنانة.
ويدين المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم لعدد من لاعبيه الشبان، أمثال البرتغالي برناردو سيلفا، والمهاجم الفرنسي الواعد كيليان مبابي، ومواطنه توماس ليمار، والبرازيلي فابينيو، وباكايوكو، إضافة لخبرة النمر الكولومبي رادميل فالكاو، والبرتغالي جواو موتينيو.
وبلغ موناكو أيضًا بهذه الأسماء الدور نصف النهائي من التشامبيونزليغ قبل أن يُطيح به رفاق بوفون في طريقهم إلى النهائي.
الميرنغي بطلًا لإسبانيا
تمكّن نادي ريال مدريد الإسباني من استعادة لقب الليغا الغائب عن خزائنه منذ خمسة أعوام، وتحديدًا منذ 2012، وذلك بعد صراع شرس مع غريمه التقليدي برشلونة، الذي رفض رفع الراية البيضاء رغم المستوى المتذبذب لفريق المدرب لويس إنريكي حتى الجولة الأخيرة.
واستمرت الإثارة بين الغريمين التقليديين حتى الجولة الأخيرة من الليغا، والتي عرفت فوزًا لنادي العاصمة ريال مدريد على حساب مضيفه ملقا، في حين حقق برشلونة فوزًا صعبًا في ملعبه ووسط جماهيره، وكان على حساب إيبار.
وبنهاية الليغا وصل فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، إلى النقطة 93 بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة، الذي اكتفى بموقع الوصافة، متنازلًا عن عرشه بطلًا للدوري الإسباني في الموسمين الأخيرين.
وأثبت المدرب الفرنسي زين الدين زيدان حنكته التدريبية طوال الموسم الكروي، إذ نجح في المداورة بين لاعبيه وخلق فريقين قريبين في المستوى بين العناصر الأساسية والبدلاء، علاوة على الحفاظ على نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو من خلال استدعائه للمباريات الكبيرة وإراحته في المباريات الأقل قوة.
ووصل الفريق الملكي إلى لقبه الـ33 في تاريخه موسعًا الفارق بينه وبين برشلونة إلى تسعة ألقاب، كما أنه يمتلك فرصة ذهبية للاحتفاظ بلقبه بطلًا لمسابقة دوري أبطال أوروبا حيث بلغ المباراة النهائية برفقة يوفنتوس الإيطالي.
وفي حال حدث ذلك في الثالث من حزيران المقبل، سيجمع زيدان بين ثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ نادي العاصمة الإسبانية، في إنجاز فريد من نوعه للمدرب الفرنسي الشاب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :