عنب بلدي – العدد 102 – الأحد 2/2/2014
دخلت قافلة من المساعدات الغذائية إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق كشرط أول للتوصل إلى هدنة بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد، بعد مناشدات من المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة لفك الحصار الخانق الذي راح ضحيته 86 حالة وفاة بسبب الجوع، ونقص التغذية.
ودخلت القافلة يومي الخميس والجمعة 30-31 كانون الثاني المنصرم، بعد عرقلتها أكثر من مرة بسبب إطلاق نار عليها حال اقترابها من المخيم، واتهم النظام «المسلحين» الذين يسيطرون على المخيم بإطلاق النار عليها لمنع وصول المساعدات، بينما يتهم الناشطون حواجز قوات الأسد التي تحكم السيطرة على مداخل المخيم ويستحيل وصول مقاتلي المعارضة إلى مشارفه.
وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كريس غونيس إن «عاملين في الأونروا بدأوا توزيع الحصص الغذائية منذ صباح الجمعة»، مؤكدًا إلى أن أكثر من ألف حصة وزعت، تكفي كل منها عائلة مؤلفة من ثمانية أشخاص مدة عشرة أيام». وأشار غونيس أن القافلة التي تقوم بتوزيع الحصص هي الثالثة التي تدخل المخيم منذ 21 كانون الثاني.
كما تم يوم السبت 1 شباط إجلاء العشرات من المرضى والمصابين بحسب ما أكد أنور عبد الهادي المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن عبد الهادي قوله: «بدأت عملية إجلاء عدد من الحالات الإنسانية الخطيرة من مخيم اليرموك»، مضيفًا أن خمسين شخصًا تم إجلاؤهم من المخيم إلى الآن.
وقال عبد الهادي إن عملية الإجلاء ستتواصل في الأيام المقبلة حتى يتم إخراج 600 من سكان المخيم المرضى، إضافة الى أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة والأطفال والنسوة الحوامل.
وكانت «اونروا» رحبت بإعلان الحكومة السورية في 18 الشهر الجاري بالسماح لموظفي الوكالة الدولية بتقديم الغذاء ومواد الإغاثة إلى مخيم اليرموك. لكن تعثر دخول المساعدات جعل الوكالة تلقي باللوم على نظام الأسد «الوكالة تشعر بخيبة أمل كبيرة بأن التأكيدات الحكومية لم تدعم من خلال العمل على الأرض لتسهيل دخول سريع لكميات كبيرة من المواد الإغاثية المطلوبة لإحداث فرق لآلاف من المدنيين الذين يعانون من سوء التغذية والجوع ويعانون من ظروف إنسانية يرثى لها».
ويأتي السماح بدخول المساعدات وإخراج بعض الحالات من المخيم ضمن المساعي للوصول إلى هدنة تقضي بـ «إبعاد العناصر المسلحة الأجنبية عن المخيم، وإتاحة المجال للمسلحين داخل المخيم من تسوية أوضاعهم مع الحكومة السورية» بحسب منظمة التحرير الفلسطينية، ما يمهد لتحقيق المصالحة على غرار ما جرى في مناطق أخرى مثل المعضمية.
يذكر أن الحصار الخانق المطبّق على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين منذ حزيران العام الماضي، أودى بحياة 86 شخصًا بسبب الجوع وسوء التغذية وفق مركز توثيق الانتهاكات، وقد اضطر المحاصرون في حدود 2 كيلومتر مربع لأكل لحم القطط بعد أن منعتهم حواجز قوات الأسد من إدخال حتى الخبز إلى المخيم.