لعل أبرز ما خلّفته التصريحات المنسوبة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بخصوص دول الخليج وإيران وحماس وحزب الله، والتي نفتها الدوحة وأعلنت أن وكالة الأنباء الرسمية تعرضت للقرصنة، هي الحرب الإعلامية غير المسبوقة، والتي نتج عنها حجب نحو 21 موقعًا إلكترونيًا في ثلاثة بلدان عربية.
وعقب التصريحات المنفية، شنت وسائل إعلام تتبع بشكل مباشر أو غير مباشر إلى السعودية والإمارات المتحدة، تصعيدًا إعلاميًا غير مسبوق تجاه دولة قطر، ولا سيما قناتا “العربية” و”سكاي نيوز عربية”، علاوة على صحيفة “الشرق الأوسط”، والصحف المحلية السعودية والإماراتية.
التصعيد الإعلامي رافقه حجب ثلاثة بلدان رئيسية (السعودية، الإمارات، مصر) لمواقع إلكترونية قطرية، لحقها إعلان القاهرة عن هذه الخطوة رسميًا، متهمة المواقع المحجوبة بـ “دعم الإرهاب”.
أبرز ضحايا الخلاف الخليجي- الخليجي، كان موقع “الجزيرة نت” الإلكتروني، الذي تعرض للحجب في الدول الثلاث، ويعتبر أهم منصة إعلامية تتبع لمؤسسة “الجزيرة” ذات التمويل القطري.
الموقع الإلكتروني الخاص بصحيفة “العربي الجديد”، ذات التمويل القطري، تعرّض للحجب أيضًا في الإمارات والسعودية، وفق ما أعلنت الصحيفة.
وهو ما انسحب على موقعي “عربي 21” و”هاف بوست عربي”، وتمويلهما قطري أيضًا، وباتا ممنوعين في الدول الثلاث.
موقع “هاف بوست عربي” نشر تقريرًا ليلة أمس، حول حجب موقعه إلى جانب مواقع إلكترونية أخرى، معنونًا إياه بـ “أطفَأُوا الأنوار.. أكبر حملة لإغلاق المواقع ومحاصرة الصحافة تبدأ بعد انتهاء قمة الرياض”.
وتأتي أجواء التوتر في المنطقة العربية عقب زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى السعودية، ولقائه عددًا من الزعماء العرب في قمة الرياض.
التصريحات المنسوبة لأمير قطر، والمنفية رسميًا، تحدثت عن العلاقة القطرية المتأزمة مع ترامب، وتوتر العلاقات مع مصر والإمارات والبحرين، والموقف القطري الإيجابي من الإخوان المسلمين وحماس وإيران وحزب الله.
وأعربت الخارجية القطرية، الأربعاء 24 أيار، عن استغرابها من موقف بعض وسائل الإعلام والفضائيات التي واصلت نشر تصريحات “كاذبة (منسوبة) لأمير قطر”، رغم صدور بيان ينفي صحتها، مؤكدة ملاحقة المسؤولين عن “الجريمة”.
–