أثار كتاب موجه من وزير العدل في حكومة النظام السوري، هشام محمد الشعار، إلى مجلس الوزراء جدلًا بين الإعلاميين الموالين للنظام.
الكتاب الصادر، في 8 أيار الماضي، أعطى وزارة العدل الحق في اعتقال أي صحفي ينتقد آداء حكومة النظام، بتهمة “إضعاف هيبة الدولة والانتماء الوطني لدى المواطنين”.
وجاء في الكتاب “يرجى التعميم على وزارات الدولة كافة، وموافاة وزارة العدل بالمواضيع الصحفية المتعلقة بقضايا تستهدف العمل الحكومي وتساهم في إضعاف هيبة الدولة، ليصار إلى معالجتها وفقًا للأنظمة والقوانين النافذة”.
ولاقى القرار ردود فعل غاضبة واستهجانًا كبيرًا بين الإعلاميين الموالين للنظام، باعتبار أن الكتاب بداية للتضييق عليهم ومحاولة لكم أفواههم إزاء فساد الحكومة.
وقالت الإعلامية في التلفزيون السوري الرسمي، ميساء صبوح، عبر صفحتها في “فيس بوك”، إن “حكومة خميس تفقدنا الوثوق بالعدالة، ما دامت تستخدمها لكم الأفواه الناقدة لتعسفها بحق المواطنين”.
في حين قال إعلاميون في “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون” إن “قرار اعتقال الصحفي بتهمة إضعاف هيبة الدولة لا فائدة منه، لأن الصحفي وككل الصحفيين في سوريا لن يتمكنوا من إضعاف هيبة الدولة أكثر مما قامت به الحكومة”.
وزير الإعلام يبرّر
وزير الإعلام في حكومة النظام، محمد رامز ترجمان، اعتبر أن هناك الكثير من اللغط وإساءة الفهم لهذا الكتاب.
وقال ترجمان، في حديث مع إذاعة “شام إف إم” المحلية أمس، الثلاثاء 23 أيار، إن “المستهدف من كتاب وزارة العدل كل من يسيء لعمل الدولة والحكومة، مثل الذي يتحدث عن أسرار العمليات العسكرية، وهذا يعتبر منافيًا للعمل الإعلامي، أو الذي يعمل على إضعاف الروح الوطنية ووهن نفسية الأمة”.
وتساءل ترجمان “هل تم كم الأفواه سابقًا؟ لا يوجد أي حادثة تثبت هذا الشيء”.
من جهته نقل رئيس اتحاد الصحفيين، موسى عبد النور، عن وزير العدل، هشام الشعار، قوله إن “من حق، بل من واجب الإعلامي الإشارة إلى مواطن الخلل والأمور السلبية في عمل الحكومة ككل أن وجدت، أو أحد أعضائها”.
وأكد الوزير لرئيس اتحاد الصحفيين أنه لن يكون هناك أي قرار يحد من عمل الإعلامي، أو يقيد من حركته أو يتضمن تهديدًا له.
ويُتهم إعلام النظام بالتبعية للمخابرات السورية، يأتمر بأوامرها، فلا يستطيع أي صحفي أو إعلامي مقيم داخل سوريا التلفظ بغير ما يمليه رجال المخابرات.
كما يوجه مؤيدو النظام اتهامات للإعلام بتجاهل الحديث عن هموم المواطنين، الاقتصادية والاجتماعية، في السنوات الأخيرة، سوى الحديث عن بطولات “الجيش السوري” وسحقه “للإرهابيين”.
وكانت السنوات الأخيرة شهدت هجرة عدد كبير من الإعلاميين السوريين هربًا من ملاحقة النظام لهم، أو للعمل مع مؤسسات عربية ودولية، وقد أسهم عدد منهم في تأسيس إعلام بديل لإعلام النظام، أطلق عليه فيما بعد “الإعلام السوري البديل”.
–