شاع في الآونة الأخيرة استخدام المضادات الحيوية بطريقة عشوائية، وأصبح أي شخص يشعر بألم أو ارتفاع حرارة أو نزلة برد، يلجأ مباشرة إلى تناول الصادات، وغالبًا بدون استشارة الطبيب أو الصيدلاني.
هذا الاستهلاك المفرط وتناول جرعات غير مناسبة بفترات غير منتظمة، وفي حالات لا تحتاج لهذه الأدوية، سبب ظهور أنواع من الجراثيم الخطيرة، والمقاومة للعديد من هذه المضادات الحيوية، والمعندة على العلاج، مما زاد الأمر تعقيدًا، وظهرت الحاجة لإيجاد أنواع أكثر تطورًا.
لذا من الضروري قبل تناول أي نوع من هذه الأدوية أن يقوم المريض بزيارة الطبيب لتشخيص المرض بشكل صحيح، وتحديد نوع الجرثوم المسبب قدر الإمكان، حسب التشخيص السريري والمخبري، وتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب الذي يقضي على هذا الجرثوم، آخذًا بعين الاعتبار عمر المريض وجنسه ووزنه وحالة الكبد والكلى وحالة الجهاز المناعي، وخطر تفاعلات التحسس ووجود أدوية أخرى يتناولها المريض، وشدة العدوى ومكان الالتهاب ووجود حمل أو ارضاع.
ويفضل تناول نوع واحد من المضادات الحيوية لتقليل الآثار الجانبية، وتقليل الكلفة، وإنقاص مقاومة الجراثيم، إلا في بعض الحالات التي قد يضطر الطبيب لوصف أكثر من نوع من هذه الأدوية كالالتهابات الشديدة.
أخيرًا ننبه إلى أنه يجب على المريض ألا يلح على الطبيب أو الصيدلاني لصرف المضاد الحيوي إلا عند الحاجة، وعليه أن يصغي إلى تعليمات الاستخدام، ويتأكد من كيفية تناول الدواء، وعدد أيام العلاج، وأن يكمل المدة اللازمة ولا يوقف العلاج بمجرد حصول تحسن بالحالة الصحية.
–