فجّرت تصريحات منسوبة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، تجاه أمريكا وإيران وإسرائيل و”حزب الله” اللبناني، بوادر أزمة بين بلاده ومعسكر السعودية والإمارات.
الوكالة الرسمية: لا للتصعيد مع إيران
التصريحات نشرت في موقع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، أمس الثلاثاء 23 أيار، وجاء فيها أن الأمير قال في حفل تخريج مجندي الخدمة الوطنية إن “إيران تمثل ثقلًا إقليميًا وإسلاميًا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها”.
وأضافت التصريحات أن “إيران قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة”.
كما جاء في التصريحات أنه “لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله”.
ودعا آل ثاني “الأشقاء في مصر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة”، بحسب ما جاء في الوكالة، مؤكدًا أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.
واعتبرت التصريحات أن “ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار، معروفة الأسباب والدوافع”.
وأشارت الوكالة إلى أن “قاعدة العديد (الجوية) مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره”.
وإلى جانب تصريح الأمير تناقلت وسائل إعلامية تصريحات منسوبة أيضًا لوزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول سحب سفراء بلده من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلب مغادرة سفراء هذه الدول لدى الدوحة خلال 24 ساعة.
قطر تنفي: الوكالة مخترقة
وعقب نشر التصريحات نفى مكتب الاتصال الحكومي في قطر، في وقت متأخر من فجر اليوم 24 أيار، ما نشر على الوكالة، مؤكدًا أن “موقع وكالة الأنباء القطرية تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن”.
وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي، سيف بن أحمد آل ثاني، إن ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة.
من جهتها قالت وكالة الأنباء القطرية عبر حسابها في “تويتر”، إن موقعها الإلكتروني تعرض للاختراق من قبل جهات غير معلومة، وتحتفظ الوكالة بحقها في محاسبة من وراء هذا الفعل.
وأكدت أن الجهات المختصة بدولة قطر ستباشر التحقيق في هذا الأمر، لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين.
كما نفت وزارة الخارجية القطرية صدور أي تصريحات لوزير الخارجية، وأكدت أن التصريحات التي نسبت للوزير في حساب الوكالة القطرية على تويتر “مفبركة”، بعد تعرض حساب الوكالة للاختراق من جهة غير معروفة.
هجومٌ خليجي على الدوحة
وتناقلت وسائل إعلام خليجية مثل “سكاي نيوز” المقربة من الحكومة الإماراتية، وقناة العربية السعودية التصريحات رغم نفيها من قبل قطر.
وعنونت الصحف السعودية اليوم، بـ “مانشيتات” هجومية على الدوحة، منها صحيفة الجزيرة السعودية التي قالت “أمير قطر يطعن جيرانه بخنجر إيران”.
ونشرت “سكاي نيوز” على موقعها الرسمي ما اعتبرته “كلمة أمير قطر على التلفزيون الرسمي”، مرفقة التقرير بتسجيلٍ لنشرة الأخبار القطرية، وتصريحات أمير قطر عبر الشريط الإخباري.
لكن التسجيل الذي بثه تلفزيون قطر عبر موقعه في “يوتيوب” بعنوان “أمير قطر يشهد تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية”، يظهر عدم إلقاء الأمير القطري لأي كلمة، في التسجيل الذي تبلغ مدته ساعة تقريبًا، بحسب ما رصدت عنب بلدي.
“الإخوان المسلمون” إلى الواجهة
من جهته انتقد نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ضاحي خلفان تميم، التصريحات القطرية.
وقال عبر حسابه في تويتر إن “تفضيل قطر لتنظيم الإخوان وإيران على السعودية والإمارات والكويت والبحرين كارثة سياسية”.
وأوضح “خرجنا من قمة القمم في الرياض نحمد الله على توحيد المواقف عربيًا وإسلاميًا وعالميًا، ونجحت قمم الرياض الثلاث، تخرج علينا قطر اليوم بشق الصف، لا التوقيت مناسب ولا الأعذار مناسبة ولا التصريحات موفقة، نسأل الله الهداية لهم”.
وتساءل “ما معنى وجود القاعدة الأمريكية في قطر حماية من دول الجوار؟”، مشيرًا إلى أن “أهل قطر أعزاء على دول الجوار”.
وأضاف “السعودية والإمارات والكويت والبحرين على خطأ وقطر صح! بدلًا من أن تقولوا على تلك الدول مراجعة سياستها، أنتم أيها الإخوان راجعوا سياستكم، استطاعت السعودية إقناع العالم الغربي والعالم العربي والعالم الإسلامي بصحة موقفها، إلا قطر تأبى أن تقتنع، لماذا؟”.
وكانت القمة الأمريكية- الإسلامية أعلنت عداءً واضحًا لطهران والتنظيمات الإرهابية في المنطقة، مدشنةً مركزًا لـ “محاربة التطرف” تحت مسمى اعتدال.
وفي أول تصريح للأمين العام لمركز “اعتدال” العالمي لمحاربة التطرف، وصف ناصر البقمي جماعة “الإخوان المسلمين” بأنها “الحاضنة للجماعات الإرهابية كافة”، وأنها “تاريخيًا” تقف وراء كل تطرف.
وتعمل قطر بسياسة الباب المفتوح لمناصري “الإخوان المسلمين” ورموز الجماعة، وتدعمها سياسيًا وإعلاميًا.
حجبٌ للمواقع القطرية
آخر التطورات في القضية، هي ما تناقلته وسائل إعلام أن وزارة الثقافة والإعلام السعودية حجبت مواقع كل الصحف القطرية إلى جانب مواقع قناة شبكة “الجزيرة”.
كما أن السلطات الإماراتية، بحسب موقع “العربي الجديد”، حجبت أيضًا مواقع قناة “الجزيرة”، كما حذفت شركة “osn” المزودة للخدمات التلفزيونية والفضائية كل قنوات الجزيرة عن قوائمها.
–