سد الفرات “تحت السيطرة” و”قسد” لن تسلمه للنظام
عنب بلدي – خاص
لم تمض أيام على سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على مدينة الطبقة وسد الفرات المحاذي لها، حتى بدأت عمليات تأهيل وإصلاح السد، بعد تضرره جراء المعارك الدائرة لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المنطقة، وسط مخاوف من قبل ناشطين ومنظمات حقوقية من كارثة في حال انهيار أجزاء منه.
مهندسو الفرات: نتحكم بالبوابات
في 18 أيار الجاري، طمأنت مجموعة من مهندسي سد الفرات، أهالي الرقة ودير الزور، بخصوص وضع السد، وأكدوا أن “الوضع الفني له يسير بشكل جيد”.
وفي بيان لهم قالوا إن العناصر الفنية في المحطة “نجحت بإعادة تأهيل الرافعة الإطارية الخاصة بالتحكم ببوابات مفيض سد الفرات، بعد أن رفعت البوابة رقم 6، لتمرير المياه من البحيرة التي بلغ منسوب المياه فيها قبل الرفع 303,77 سنتيمترًا”.
وأضافوا أن السد أصبح مائيًا تحت السيطرة، إذ لم يعد هناك خوف من ارتفاع منسوب المياه في بحيرته.
وكان أهالي قرىً كاملة نزحوا إثر انقطاع المياه، عقب فتح إحدى القنوات النهرية بحجة تخفيف ضغط المياه عن السد، في نيسان الماضي، ومنهم أهالي قرية اليمامة، في الريف الشمالي، الذين فرّوا إثر طوفان “قناة البليخ”، ما تسبب بغرق الأراضي الزراعية ومنازل الأهالي، بحسب مصادر عنب بلدي.
وشكر المهندسون جميع من ساهم في إنجاز العمل، محذرين من “خطورة وضع المحطة الكهرومائية وارتفاع منسوب المياه داخل المبنى”، مطالبين باتخاذ الإجراءات “لنزح المياه وإعادة تأهيل المحطة”.
وكان المهندس عبد الجواد سكران، المدير السابق للسد، أوضح في حديثٍ سابق إلى عنب بلدي، أن الأضرار والمخاوف تكمن في إمكانية خروج المحطة الكهرومائية عن العمل نتيجة احتراق غرفة التحكم، إضافة إلى خطر توقف عمل الرافعة الإطارية الموجودة فوق جسم السد على الضفة الجنوبية، والمسؤولة عن التحكم ببوابات المفيض الثمانية، والتي غدت تحت السيطرة اليوم.
“قسد”: مشروع وطني ولن نسلمه للنظام
في ذات السياق وقبل أيام من طمأنة المهندسين لوضع السد، نفت “سوريا الديمقراطية” ما ذكرته وسائل إعلام النظام السوري حول نيتها تسليم سد الفرات له.
وكانت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام نقلت عقب تقدم “قسد” بشكل كبير في مدينة الطبقة، عن قيادي كردي، لم تسمه، أنه “تم التواصل مع القيادة السورية والاتفاق على تسليم سد الفرات للجهات الرسمية السورية المختصة”.
وفي حديث إلى عنب بلدي قالت الرئيسة المشتركة لمجلس “سوريا الديمقراطية”، إلهام أحمد، إن “السد مايزال معطلًا، واللجان الفنية تعمل عليه، وباعتقادنا لن يدخل الفاعلية بوقت قريب نظرًا للأعطال والأضرار التي تعرض لها على يد داعش، والأفخاخ التي تركها وراءه”.
وأضافت أنه “مشروع وطني سيخدم السوريين جميعًا عندما يتفعل”، نافيةً جميع الأنباء التي وردت عن رغبة “قسد” تسليمه للنظام.
واعتبرت أحمد أنه “على النظام أن يقبل باستعداده لإحداث عملية تغيير في بنيته وذهنيته”.
أكبر السدود في الوطن العربي
يقع السد في مدينة الطبقة بالرقة شمال سوريا، ويعتبر من أكبر السدود في الوطن العربي، وأنشئ بين عام 1968 و1978 بإشراف مهندسين من الاتحاد السوفيتي، وتكمن أهميته بتوليد الطاقة الكهربائية وري مساحات مزروعة في منطقة الجزيرة السورية تصل إلى 640 ألف هكتار.
ويبلغ طوله 4500 متر، بحسب أرقام رسمية، في حين يبلغ عرضه من القاعدة 512 مترًا ومن القمة 19 مترًا وارتفاعه 60 مترًا، ويرتفع عن سطح البحر 308 أمتار، ويتسع جسم السد لـ 41 مليون متر مكعب من المياه، ويحتوي على ثماني بوابات تصريف مياه مزودة بعنفات توليد الطاقة الكهربائية.
ويحجز خلفه بحيرة أطلق عليها النظام السوري “بحيرة الأسد”، لكن بعد انطلاق الثورة السورية أطلق عليها ناشطون بحيرة “الفرات”.
وللسد أهمية اقتصادية كبيرة، إذ أسهم في ري مساحات واسعة من الأراضي، تبلغ مساحتها أكثر من 640 ألف هكتار، إضافة إلى توليد طاقة كهربائية تصل إلى ملياري كيلو واط ساعي سنويًا، كما يعتبر السد جسرًا بريًا يصل بين ضفتي نهر الفرات الشمالية والجنوبية في المنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :