عنب بلدي – خاص
شاركت الطفلة لانا (9 سنوات) في العرض المسرحي الأول لها، على خشبة مسرحٍ صغير، ضمّها وأقرانها من الأيتام في مدينة إدلب، وتقول مدربتها، إنها تفاعلت “كأنها تعيش أول أيام العيد”.
وتتصدّر احتفالات الأطفال، وخاصة الأيتام منهم، النشاطات في محافظة إدلب هذه الأيام، مع انتهاء العام الدراسي الحالي، ومع توجه منظماتٍ مختلفة، نحو رعاية فاقدي الأب أو الأم، ودعم الأطفال من الناحية النفسية.
تقول لينا جعبالك والدة الطفل محمد، الذي شارك في عروض مسرحية نظمتها جمعيات أهلية في إدلب، إنها سعدت لرؤيته على خشبة المسرح، “أحضرت أولادي الأيتام إلى هنا، ليتفاعلوا مع الحاضرين”، ويصف طفلها الحفل “انبسطت كتير وهاد أحلى شي حضرته”.
وتشاركت جمعية “بناء ونماء”، مع منظمة “شروق الشمس”، بتنظيم حفل تحت عنوان “بسمة يتيم”، الاثنين 15 أيار، وتضمن نشاطات تنوعت بين العروض المسرحية والرقص، وأضيفت إليها ألعاب الخفة، للمرة الأولى في إدلب.
بدأ الحفل بألعاب حركية ومسرح العرائس، باعتبارها تتناسب مع أعمار الأطفال المشاركين، ولاقت إعجاب الحاضرين، وفق ضياء الشامي، مدير فرقة “بامبينو” لمسرح الطفل، والتي عرضت ألعاب خفة متنوعة.
ويرى الشامي أن الدعم النفسي بات ضروريًا للسوريين، وخاصة الأيتام، “كونهم أكثر شريحة متضررة بعد ذوي الاحتياجات الخاصة”، لافتًا إلى أن الحفل مكّن الأطفال من إخراج ما بداخلهم.
بداية التصعيد على حلب، عادت والدة لانا وعائلتها تاركة زوجها هناك، ليصلها خبر مقتله بغارة للطيران الحربي، وفق خالة الطفلة، المدربة رشا بيطار، التي قالت لعنب بلدي، إن منظمي الحفل “استطاعوا رسم الضحكة على وجوه جميع الأطفال”.
تقول الدكتورة إكرام حبوش، رئيسة جمعية “بناء ونماء”، إن الهدف الأساسي من الحفل، جاء من فكرة أن للأيتام حقًا في أن يعيشوا طفولتهم، مشيرةً إلى أن الإضافة التي تميز الحفل عن النشاطات الأخرى، تتمثل بألعاب الخفة.
هدف المنظمون لرسم البسمة على وجوه الأيتام، ويقول الدكتور حسام دبيس، عضو “بناء ونماء”، إن الجمعية تكفل حاليًا 150 طفلًا، بينما تبحث عن دعمٍ لـ120 آخرين، كما ترعى 200 طفل يعانون من إعاقات، متمنيًا أن تكون رسالة الجمعية وصلت من خلال الحفل.
تأسست جمعية “بناء ونماء” عام 2016، وتضم عددًا من الأطباء داخل وخارج سوريا، بينما تعمل بالمشاركة مع “شروق الشمس” منذ بدء عملها.