مســـــارات الثــــــورة، هل يا ترى غيبت كلمة «النشاط السلمي» من قاموس الثورة
زين جبيلي – حلب
مرت الثورة السورية بمسارات وانحناءات عديدة مع اقتراب عامها الثالث، فالمسارات التي بدأت كصرخة حرية وصلت بأغلب ثوارها لنقطة اللاعودة.
عبير ش، من أوائل ناشطات حلب، كانت السباقة دومًا، والتي خطت في جميع طرق الثورة، ابتدأت «بصرخات الحرية» خلال المظاهرات ثم لتتحول لمسعفة طبية وإعلامية لتطلب الشهادة وتنالها بشظية من براميل الحقد. وكانت مثالًا آخر للثائرة التي اضطرتها الظروف للنزوح من المدينة ساعية خلف أمان أطفالها، تاركة خلفها ذكريات لمدينة تتنفس ألمًا وبردًا وأحيانًا جوعًا. وفي المقابل، اضطر العديد من الناشطين الذين آثروا البقاء في مدينة حلب للعمل من وراء الشاشات بسبب الظروف الأمنية؛ منهم من واجه مصير الاعتقال من قبل النظام ليغيب خلف تساؤلات الأهالي والدعاء بفرج قريب، ومنهم من خرج والتزم الصمت، فالآلام التي رآها وسمعها في معتقله كانت كفيلة لتثقل كاهله بذكريات باتت تطارده كظله.
فأبو العز كان من أوائل الثوار السلميين في حلب واعتقل في أوائل الثورة من قبل النظام وبعد خروجه بقي على خياراته السلمية وكنتيجة حتمية انتقل إلى القسم المحرر من حلب ليتابع محاضراته حول المجتمع السلمي ويهتم بحاجات الأهالي هناك، إلا أنه لم يكن يفكر قط أن هناك من يتربص به غير النظام، فكان أن قام عناصر «دولة الإسلام في العراق والشام» باعتقاله وحين أفرج عنه، كان خياره باللجوء لحمل السلاح بعد أن شعر بأن الخطر يتربص به من كافة الجهات.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل يا ترى غيبت كلمة «النشاط السلمي» من قاموس الثورة السورية؟ وهل في ظل الظروف الراهنة أصبحت كلمة (سلمية، سلمية) التي صدحت بها حناجر المتظاهرين من مرادفات الاستسلام؟ ويقول خليل، وهو ناشط لا زال يؤمن أنه مهما التحفت الثورة بغطاء السلاح فلا بد أن تعود لأيامها الأولى فصوت السلاح قد يظهر ويطغى ولكن لن يستمر ويتابع: «الثورة الثانية ضد حكم داعش أعادت للعديد تفاؤلهم، فالثورة تنظف نفسها وتلفظ ما علق بها من شوائب ولتأتي أخبار تحرير بعض المعتقلين لدى داعش الأمل من جديد».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :